وصف خبراء زراعة القمح، ما أثير مؤخرًا عن قيام مزارع بمحافظة الفيوم بزراعة قمح فرعوني يحقق إنتاجية عالية منسوب إلى عهد النبي يوسف، ب"الفنكوش"، وممارسة النصب على المصريين على حد قولهم. وقال الدكتور أسعد حمادة رئيس الحملة القومية للقمح السابق بوزارة الزراعة، ل"الوطن"، إن لجنة من مركز البحوث الزراعية تحققت من الواقعة، بعد انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي واتضح أنه من الصنف ال"ديورم" المعروف بقمح المكرونة، ويزرع منه 600 ألف فدان بصعيد مصر، وموجود بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة بوفرة. وأضاف "حمادة": "إنه يمكن وصف الواقعة بالفنكوش - لأنها وهم وممارسة النصب على المصريين، وتتشابه مع ما أُثير العام الماضي من واقعة القمح المبرد"، لافتًا إلى أن القمح المزروع في عهد نبي الله يوسف، وذكره التاريخ هو القمح الثنائي المسجل بمركز البحوث الزراعية. وأكد خبير المحاصيل بمركز البحوث الزراعية، أن المزارع حصل على تقاوي القمح من مركز البحوث، وأن لجنة المركز أكدت أن القمح مصاب بالعديد من الأمراض والآفات ولا يمكن تعميم زراعته في بيئته الحالية بالفيوم. وكان مزارع بمحافظة الفيوم، أكد في لقاءات تلفزيونية أنه عثر على سلالة قمح فرعوني فريدة من نوعها بأحد المقابر الملكية القديمة، ولها مواصفات قياسية لا تمتلكها أي سلالة أخرى. وأضاف عبدالمقصود السيد، أن انتاجية القمح الفرعوني تصل إلى 40 أردب في حين أن القمح العادي ينتج من 16 إلى 18 أردب فقط. وأشار المزارع أن القمح الفرعوني له القدرة على النمو حتى طول من 165 إلى 170 سم مع العلم أن القمح العادي يبلغ طوله 110 سم فقط، وله ميزة فريدة وهو أن سنابله طويلة ما يمنع الطيور من تناوله وهو ما يوفر كمية كبيرة يتم هدرها. من جانبه قال الدكتور محمد سعد عبدالعاطي، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن صنف قمح "كاموت" موجود في مراكز البحوث الزراعية، وهو علف للحيوانات وموجود بكليات الزراعة ومراكز البحوث الزراعية. وتساءل "عبدالعاطي": "كيف يمكن لحبوب القمح أن تظل وتبقى بهذه الحيويه لآلاف من السنين وبهذه الكمية الكبيرة لتكفي هذه المساحة". وأكد الدكتور محمد سليمان وكيل مركز البحوث الزراعية، أنه لا يوجد ما يسمى بالقمح الفرعوني، وأن مصر لا تزرع إلا الأصناف المسجلة لدى مركز البحوث الزراعية التي تحقق إنتاجية عالية بالمعاملات الزراعية الجيدة تصل إلى 30 أردبًا للفدان. وأضاف المدير السابق لمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، أنه حتى لو اكتُشِفت تقاوي أو حبوب في مقبرة فرعونية فإنها بالتأكيد لا تصلح للزراعة؛ لأن الحبوب ستكون خاملة وليس بها الحيوية اللازمة للإنتاج، وهذا الحديث المتداول عن صنف القمح الفرعوني وهمي، ومن يقول أن ما يسمى بالقمح الفرعوني طويل السنبلة والحبة فإن كل أصناف القمح المسماة ب"سدس" والبالغ عددها 12 صنفًا طويلة الحبة والسنبلة. وتحتل مصر المرتبة الأولى في استيراد القمح بالعالم وتعاني من فجوة غذائية في الإنتاج تصل 52% يتم تعويضها بالاستيراد من الخارج، وتنتج كمية تقدر ب8 ملايين طن من مساحة من الأرض تبلغ 3.5 مليون فدان سنويًا.