قال الدكتور نضال السعيد، رئيس لجنة الاتصالات بالبرلمان، إن الإقبال على لعبة الحوت الأزرق زاد وتضاعف بعد الضجة الإعلامية الضخمة بشأنها، رغم أن الأمر لا يستحق ذلك. واقترح السعيد، خلال اجتماع اللجنة بالبرلمان، تطبيق تجربة البرازيل والتي واجهت لعبة الحوت الأزرق، بالحوت الوردي، والذي أقر عددًا من التحديات الإيجابية للاستفادة من طاقة الشباب، كتحديات تعليمية ورياضية، وهو أمر يمكن تطبيقه في مصر أيضًا. وتعتمد لعبة الحوت الوردي على نشر 50 تحديًا حميدًا وغير مؤذٍ، مثل تقديم خدمة للآخرين أو مشاهدة الفيلم المفضل، لتجنيب الأطفال والمراهقين بالمدارس أضرار "السوشيال ميديا" والألعاب الإلكترونية الضارة. المهندس وليد عبد المقصود إستشاري أمن المعلومات، أكد أن لعبة الحوت الوردي تفتقد لأهم ما يميز نظيرتها لعبة الحوت الأزرق، وهي الفضول الذي يجذب المراهقين والشباب، حيث تعتمد على طبيب نفسي يدرس رغبات واحتياجات مستخدمي اللعبة، ويجذبهم عن طريقها. وأضاف في تصريحات ل "الوطن" إن ال server أو الخادم الخاص بلعبة الحوت الأزرق يستوعب عدد مستخدمين أكبر من أي لعبة عربية موجودة أو يمكن استحداثها، كما أن احتمالات الأسئلة والأجوبة باللعبة لها تحديثات دائمة وتختلف من شخص لآخر، وتعتمد على تجميع المعلومات عن الشخص الذي يمارس اللعبة ثم تهديده بها بعد ذلك، واصفًا اللعبة أنها محادثة بين ممارس اللعبة وقرينه. وليد حجاج، خبير البرمجيات وأمن المعلومات، قال إن وضع لعبة أخرى بديلة لا يمكن أن يجدي نفعًا في ظل انتشار الجهل بالتكنولوجيا وآثارها، موضحًا أن إقناع الطفل أو المراهق بلعبة بديلة لأخرى يتطلب مغريات وأسباب منطقية تجبره على تحويل اتجاهه للعبة الجديدة. وأردف حجاج أن التجربة الأقرب التي يمكن تطبيقها في مصر بالاشتراك مع الدول العربية، هي تجربة الصين التي أنشأت منصة إلكترونية خاصة بها أو playstore يراعي المعايير المجتمعية، والخصوصية الثقافية الدينية والتاريخية للمنطقة. من جانبه، أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي، إن استبدال لعبة بأخرى لن يحل المشكلة على الإطلاق، حيث أثبتت آخر الدراسات النفسية أن استخدام الطفل للتكنولوجيا 35 ساعة أسبوعيًا، يعتبر إدمانًا سواء كان الاستخدام سلبيًا أو إيجابيًا. وأشار هاني إلى أن لعبة الحوت الأزرق بدأت في الأساس بتحديات حميمة، تعتمد على التحفيز وتحقيق الذات وقوة الشخصية، وبعد ذلك تطورت للتحديات التي تصل بمستخدمها للانتحار. وأضاف في تصريحات ل"الوطن" أن التأثيرات النفسية للإدمان الإيجابي لا تختلف عن تلك المصاحبة للإدمان السلبي للتكنولوجيا، فالاكتئاب والعزلة عن العالم الاجتماعي، واضطرابات النوم والإرهاق، وافتقاد لغة الحوار مع المجتمع والكسل، وعدم القدرة على التركيز، كلها نتائج يؤدي إليها إدمان التكنولوجيا في كلتا الحالتين. وأردف أن الحل الوحيد للخروج من هذه البوتقة، هو تقليل استخدام الأطفال للتكنولوجيا، عن طريق تنمية مواهبهم، وإدماجهم في العالم الاجتماعي، ووضع برامج خاصة تجعلهم أشخاصًا اجتماعيين.