هنّأ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية بذكرى تحويل القبلة، والتي توافق يوم النصف من شعبان. وأكد وزير الأوقاف أن تلك المناسبة ربطت المسجد الحرام بالمسجد الأقصى، "ليظل في وجداننا جزءًا من شريعتنا وعقيدتنا"، مشيرًا إلى أن تحويل القبلة فيه الكثير من الدروس والعبر. وقال مختار جمعة، في بيان اليوم، "نقف على درسين مهمين من تحويل القبلة، الأول: أن النبي أُمر بالتوجه إلى بيت المقدس نحو ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، فاستجاب لأمر الله، وكان يقلب وجهه في السماء آملا أن يحول الله وجهته إلى المسجد الحرام، وهنا قال له رب العزة سبحانه: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) وهذا إكرام خاص من الله لنبينا، حيث لم يقل الحق سبحانه: فلنولينك قبلة نرضاها، وإنما قال: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) إكراما لحبيبنا محمد، وكانه سبحانه يقول: ما يرضيك يرضيني يا محمد، وصدق الله حيث قال: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)". وأضاف جمعة أن "الدرس الثاني: فعندما قال السفهاء: (مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا) قال تعالى (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، ثم نزل قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ …) فالعبرة ليست بالتوجه إلى البيت الحرام أو المسجد الأقصى، وإنما العبرة بالاستجابة لأمر الله، وأن تكون حيث أراد الله منك. وأوضح وزير الأوقاف أن أول أعمال البر التكافل المجتمعي، وأن خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، ترجو الغنى وتخشى الفقر، فالصدقة الحقيقية أن تصدق في شبابك. ودعا وزير الأوقاف إلى الاستعداد لشهر رمضان شهر الخير والبر والرحمة والعطاء، بالتراحم والتكافل، فقد كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فيجب أن نتكاتف جميعا حتى يأتي علينا شهر رمضان المبارك وليس بيننا سائل ولا محتا ، واستشهد بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به".