على مدد الشوف.. ازدحام وأناس بزى مدنى يحملون أسلحة، رجال يتمركزون على أهبة الاستعداد حول مدرعة جيش، مشهد غاب عامين و9 أشهر عن «نقطة تفتيش دلجا الأمنية» على الطريق الصحراوى الغربى، فمنذ قيام ثورة 25 يناير 2011 اختفى الوجود الأمنى فى معظم الأكمنة الصحراوية وانتشرت الجريمة بأنواعها. «كمين دلجا»، إحدى النقاط الأمنية المعروفة على طريق الصعيد الغربى، يشبه غيره من مداخل مدن وقرى محافظة المنيا من الناحية الغربية، تبدلت حالته بعد تطهير قرية دلجا من العناصر الإجرامية وعاد ممارساً خدمة الحراسة والتفتيش، وأصبح معموراً بحراسة أمنية مشددة تحسباً لهجمات إرهابية للرد على اقتحام آخر حصون الإرهاب فى الصعيد، «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فالعملية الأمنية فى دلجا انعكست بالفائدة على المسافرين وجيران الكمين الصحراوى بالتأمين من هجمات «قطاع الطرق»، فى حين تبقى 7 مداخل إلى مراكز المنيا على الصحراوى الغربى بطول محافظة المنيا بلا وجود أمنى (7 كمائن أمنية). «راضى» يعمل فى كافيتيريا إلى جوار كمين «دلجا»، يقول إن أحداث مطاردة الإرهاب فى دلجا سبب الوجود الأمنى الكثيف فى الكمين «وجودهم خلّى فيه أمان عشان الحرامية بيخافوا ييجوا»، الشاب العشرينى يؤكد أن رجال الأمن أخبروه بأنهم مصرح لهم بالتصدى بالرصاص لأى هجوم عليهم «المكان كان مهجور لكن دلوقتى اللى يقرب منهم هيضربوه خاصة فى الليل»- حسب الشاب المنياوى، يقاطعه سائق سيارة نقل غاضباً من ترك معظم نقاط الأمن على الطريق بلا وجود شرطى «كل الكماين اللى كانت قبل الثورة الأولانية محدش فيها نهائياً»، حسب عم أدهم، يطالب صاحب البشرة السمراء رجال الداخلية بالوجود فى أماكنهم لضبط المهربين والسارقين واختطاف سيارات المسافرين على الطريق الصحراوى «فيه عربيات فيها سلاح ومخدرات وبلاوى بتمشى على الخط»- حسب كلامه.