عادة لا أفتش فى ضمائر الناس، ولا أنقب عن نقاط ضعفهم، ولا أهتم بملايينهم أو ملاليمهم.. لكن عندما تكون الملايين مقابل «وطن»، أو ثمنا لتشويه «ثورة»، لا بد أن نتأمل المواقف. أتحدث تحديدا عن «أسلحة قطر النووية»، التى تبث سمومها عبر قناة «الجزيرة».. وبعضهم للأسف كتاب وإعلاميون كنا نحترمهم، ونستمع لتحليلاتهم (بعد ثورة جعلت كل من هب ودب نجما ومحللا سياسيا)!! لقد كان برنامج «على مسئوليتى» على قناة «الجزيرة مباشر مصر» هو باب التجنيد لعملاء قطر، وربما كانت «الكعكة» قبل 30 يونيو صغيرة، لكن البرنامج نجح فى استقطاب كاتب مثل «وائل قنديل».. وبقدرة «الريالات» والحياة الرغدة فى «الدوحة» لم يعد على لسان «قنديل» إلا كلمة واحدة: «ضد الانقلاب»!! وكأنه لا يخجل أو يشعر بالعار وهو يعيش فى بلد تاريخه محكوم بانقلاب أبيض قام به الشيخ «حمد بن خليفة آل ثانى»، أمير دولة قطر السابق ضد أبيه الشيخ «خليفة بن حمد آل ثانى» فى 1995.. ثم تنازل عن الحكم لابنه «تميم» فى يونيو الماضى!! «وائل قنديل»، بحسب البلاغ المقدم من «طارق محمود محمد» إلى النائب العام متهم ب: (بث أخبار كاذبة من شأنها تكدير السلم والأمن الاجتماعيين وإثارة الفتنة بين طوائف الشعب المصرى وتحريض بعض الفئات على المؤسسة العسكرية والشرطة، من أجل جماعة الإخوان المسلمين). لكن «وائل» رحل تاركا عدالة الوطن خلف ظهره، هرب إلى «الدوحة» لينضم لكتيبة يترأسها «يوسف القرضاوى» الذى أصبح مفتيا مختصا بشن الحرب على الجيش المصرى بعد أن فشل فى انتزاع كرسى مشيخة الأزهر! قد يكون «القرضاوى» متسقا مع نفسه، مع مشروعه الفكرى المتطرف وطموحه الأعمى للسلطة، وكذلك «محمد سليم العوا» أو «محمد عمارة» أو «عبدالرحمن البر» أو الكاتب «فهمى هويدى».. لكن كيف يتحول الإنسان من النقيض إلى النقيض؟ هل كان «وائل قنديل» و«محمد الجوادى» كتّاب «فوتوشوب» كل ما يقولونه كذب وادعاء ثم خلعوا القناع.. أم كانوا أقلاما حقيقية قصفتها قوة المال وسطوة النجومية، والزعامة الزائفة وادعاء البطولة؟! أنا لن أردد أكاذيبهم وما يروجون له من عسكرة ومذابح، لأنهم مجرد أداة فى يد «الجزيرة» التى فشلت لأول مرة فى حروبها الإعلامية، وطُردت من الخريطة الإعلامية، وفقدت مصداقيتها.. فقط أحذر من أن قطر الآن تسعى لاختراق الفضائيات المصرية بأموال هائلة، سواء بتمويل قنوات قائمة أو إنشاء كيانات إعلامية جديدة.. فإن نجحت ستحرق فورا أبواقها القديمة!! لقد أرادت «قطر» لى ذراع «مصر» بوديعة قصيرة الأجل كانت «الدوحة» أودعتها بالبنك المركزى المصرى، فقامت مصر بسداد ال2 مليار دولار لقطر. لكن قطر تعلم جيدا أن «الإعلام» يكسر رقبة مصر ولا يلوى ذراعها فحسب.. ولهذا تشترى الكلاب المسعورة من مجانين «شرعية مرسى» لتستخدمهم فى حربها الإعلامية القذرة على مصر.. وأنا أسألهم: «من أين تكتسبون شرعيتكم»؟ هل هناك شرعية لكاتب «هارب» من جهات التحقيق فى بلده؟! لقد أصبحتم أسرى كهوف الدوحة، غرقتم فى غازها لدرجة العمى! لقد شاركت -ذات مرة- فى مؤتمر عن الديمقراطية فى الدوحة، ورأيت كيف تدير الشيخة «موزه» قطر بأكملها.. وكان الشيخ «حمد» يجلس منصتا -فى أدب- لكلمتها.. رأيت كيف تتخبط فى السير فى مواكب الإسرائيليين. ولذلك أعرف جيدا أن ما يفعله «كتاب الفوتوشوب» خيانة وطنية، لأنهم لعبة فى يد دولة تنفذ المخطط الأمريكى/الصهيونى لتفتيت المنطقة.. لقد قبضوا الثمن غاليا، وستبقى العقوبة فى انتظارهم!