سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلاحون: زراعة الخضار زى القمار.. وسعر البطاطس ارتفع بسبب التصدير «سالم»: تكلفة الإنتاج مرتفعة جداً.. و«أحمد»: المستهلك ينظر لمصلحته فقط ولا تهمه خسارة المزارع
أرجع بعض الفلاحين ارتفاع أسعار البطاطس هذه الأيام إلى عدة أسباب، منها فتح باب التصدير، ونقص الكميات المخزنة، بجانب التوترات السياسية وفرض حظر التجوال، وتوقعوا انتهاء الأزمة بعد شهرين، مع بدء بيع العروة البدرية فى الأسواق، على أن تنتهى تماما مع نهاية العام الجارى. سالم موسى (40 عاماً)، مهندس زراعى من العامرية بالإسكندرية، يقول إن ارتفاع أسعار البطاطس هذا العام يرجع لفتح باب التصدير خلال الشهور الماضية، ونقص كميات التخزين فى الثلاجات، وأشار إلى أن المستفيد الأول من تصدير البطاطس هو الفلاح، لأن الكميات التى صدرت للخارج كانت كبيرة جدا. وأضاف: «زرعة الخضر والبطاطس والطماطم زى القمار، سعرها مش ثابت عكس القمح والأرز، ممكن تكسب فى سنة، وتخسر فى السنة اللى بعدها، وكثير من المزارعين زرعوا البطاطس من جديد من فترة قصيرة، فيما يسمى ب«العروة البدرية» تستمر لمدة 90 يوما، وسيباع أول إنتاج لها فى منتصف شهر نوفمبر القادم، وبلا شك ستكون أسعارها مجزية للفلاح، لكن أخطارها غير محسوبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وظهور آفات وأمراض قد تؤثر على المحصول قبل بيعه من الأرض». ويتابع المهندس الزراعى: «بعد شهرين من الآن سيتراوح سعر البطاطس بين 2.5 إلى 3.5 جنيه، بدلا من الأسعار الحالية التى تزيد عن 5 جنيهات للكيلو، وأشار إلى أن الأسعار ستنخفض لجنيهين أو جنيه واحد بحلول شهر ديسمبر القادم، بسبب وفرة المحصول، أما إذا فتح باب التصدير مثل العام الماضى، فسيرتفع السعر من جديد». أحمد عطية (55 سنة)، مزارع بإحدى قرى برج العرب، يقول إن تكلفة إنتاج الخضار والفواكه أصبحت عالية جدا، حيث تبلغ تكلفة إنتاج فدان البطاطس حوالى 10 آلاف جنيه، على الأقل، لأنه يحتاج كميات كبيرة من أسمدة الفوسفور والبوتاسيوم والآزوت والسماد البلدى، فضلا عن المبيدات: «يعنى لو صرفت على الفدان 9 آلاف جنيه يبقى ما صرفتش»، ولو قلنا إن سعر طن البطاطس 5 آلاف جنيه وأكبر كمية إنتاج للفدان 6 أطنان، فإن سعر بيع إنتاج الفدان سيبلغ 30 ألف جنيه، وبكده الفلاح هيكسب ويعوض المصاريف اللى صرفها على المحصول». ويضيف «عطية» أن بعض المستهلكين ينظرون إلى ارتفاع الأسعار على أنه قضية بيع وشراء، ولا يهمهم فى ذلك إلا مصلحتهم فقط أو أن يكون سعر البطاطس والخضراوات منخفضا جدا، وإذا كان الأمر كذلك فإن الفلاحين هم الخاسرون، المستهلك لا يهمه خسارة الفلاح، لكن يهمه شراء الخضراوات والفاكهة بسعر رخيص. من جانبه يقول ياسر يوسف (60 سنة) من قرى بنجر السكر بالإسكندرية: «بنزرع أراضينا على أمل بيع الخضار بسعر مرتفع، لكننا نتعرض لخسارات كبيرة بسبب الأحداث السياسية ووقف تصدير المحصول إلى الخارج مثل ما حدث مع الطماطم هذا العام التى انخفض سعرها فى الأرض ل20 قرش، ومش لاقيين حد يشيلها»، شركات الصلصة كانت تتهافت عليها لكن الآن تشتريها بثمن بخس. وأضاف: «تكلفة إنتاج فدان الطماطم تتجاوز 13 ألف جنيه وفيه ناس ما بعتش محصولها إلا ب500 جنيه بس، فيه واحد زميلنا كان زارع 8 فدادين طماطم عرضت عليه إحدى شركات الصلصة مبلغ 300 ألف جنيه لشراء المحصول لكن بعد أحداث 30 يونيو، وفض اعتصام رابعة العدوية رفضت الشركة تحميل الطماطم بسبب طول فترة حظر التجول، ولم يحصل إلا على 5 آلاف جنيه فقط بعد بيع الطماطم.. ولك أن تتخيل حجم الخسارة التى لحقت بهذا الرجل الذى تكررت مأساته بشكل واسع هنا: «التصدير فتح مع مرسى وقفل معاه والفلاحين كانوا مستفيدين منه جدا وبيحققوا أرباح، ومش عارفين قفلوه ليه».