هى قطعة صغيرة على أرض مصر سميت على اسم فئة وتسكنها فئة أخرى، فليس من العجيب على مصر أن تسمى العزبة التى يتكون أغلب سكانها من الأقباط باسم «عزبة المسلمين»، فهكذا اعتاد المسلمون والمسيحيون على الحياة يداً واحدة وعلى أرض واحدة، العزبة التى تقع بالقرب من حى مصر الجديدة، ويعمل معظم أهلها بالتجارة، يرجع تاريخها إلى عهد محمد على باشا، وكانت عبارة عن إسطبل كبير للخيول، وبمرور السنين استولى الأهالى عليه، وبنوا فوقه بيوتاً سكنها الأقباط. مينا فيليب، أحد أقدم سكان العزبة، يحكى عن العزبة قائلاً: «صحيح معظم سكانها من المسيحيين لكنها سميت بعزبة المسلمين نسبة إلى مسجد كان يقع فى مدخلها». سنوات طويلة مرت على المسلمين وهم أقلية فى تلك العزبة، عاشوا فى محبة وسلام مع إخوانهم الأقباط، دون أن تحدث أى مشكلة. رغم أنها منطقة عشوائية بعيدة عن يد الحكومات المتعاقبة، فإن صيت العزبة وصل إلى هذه الحكومات، وقد أكد جورج شريف، تاجر، أنه فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ترددت أنباء عن وجود مناوشات بين أهالى العزبة المسلمين والأقباط، لكنها لم تصل إلى فتنة طائفية: «طول عمرنا إخوات، ومفيش بينا أى فرق». حكى أهالى العزبة أيضاً أنهم أيام حكم الإخوان تشابكوا يداً بيد، خوفاً من تعرض كنائس العزبة للحرق، ويقول «جورج»: «كونّا دوريات فى الشوارع، والمسلمين اللى فى العزبة هما اللى كانوا بيحموا الكنائس من الإرهاب». شكر وتقدير حملهما سكان العزبة إلى القوات المسلحة، وذلك بتعليق لافتات شكر للفريق السيسى وللرؤساء العرب الداعمين لحرب مصر ضد الإرهاب.