في الحلقة الحادية عشرة من برنامج "خواطر"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الشقيري، يعهد مقدم البرنامج إلى ثلاثة شباب مصريين بتوصيل المياة لقرية فقيرة بمدينة الفيوم "عزبة خلف". الشباب الثلاثة هم محمد هشام 20 سنة، طالب بهندسة الجامعة الألمانية بالقاهرة، ومحمد الحميلى طالب بطب عين شمس يبلغ من العمر 24 سنة، وحسن زيكو 20 سنة، ويدرس هندسة الكمبيوتر. عزبة خلف هي قرية بالفيوم لا تصل المياه إلى منازلها، ويعاني سكانها مشقة قطع مسافة ساعة ونصف يومياً لجلب المياة، الأمر الذي اعتبره "الشقيري"، إهدارا لأعمار هؤلاء السكان، وشرح الشقيري أن شخصا ما لو قضى خمسين عاما من حياته من سن 10 سنوات حتى 60 سنة، يفقد من يومه ساعة ونصف ، فسوف يهدر 1140 يوماً من حياته، وهو ما يعادل ثلاثة سنوات، وهي الفترة التي يستطيع فيها الإنسان الحصول على شهادة البكالريوس والماجستير، وقراءة 3300 كتاب، وزراعة 3800 شجرة. "الشقيري" أعطى الشباب الثلاثة مدة أقصاها شهرين لإنهاء مهمتهم التطوعية، خلالها عرض الشقيري مأساة إحدى القرى المعدمة في دولة النيجر، والتي لا تمتلك مصدراً للمياه، أقرب من النهر الذي يبعد سبعة كيلومترات عن القرية؛ الأمر الذي يكلف اسكان القرية الخروج في قافلة يومية، تقطع الكيلومترات السبعة على حميرهم وبغالهم، على الرغم من أن المياه التي يجلبوها بعد تلك المشقة، مياه غير صالحة للشرب، وتؤدى إلى الإصابة بالأمراض بأنواعها، وبالتعاون مع شخصيات مصرية وسعودية وبرنامج "خواطر"، وفرع مؤسسة قطر الخيرية في النيجر، تم بناء بئر ارتوازى، يجلب المياة لأهل القرية دون تحمل مشقة الخروج في قافلة يومية لجلب الماء غير الصالح للاستهلاك الآدمي. مضى شهرين وعاود الشقيري الذهاب إلى مصر؛ يتفقد ما أنهاه الشباب من مشروعهم الخيري التطوعي، فوجدهم قد أدخلوا المياة إلى 50 بيتا في القرية، بعد جمعهم 35 ألف جنية كأموال تبرعات، اعتمدوا فيها بشكل كبير على مباريات كرة القدم للشباب ودعوتهم خلال تلك المباريات للتبرع للمشروع، وع انضمام جمعية "جنيه كل يوم"، بات الأمر أسهل نوعا ما،حيث أن هذه الجمعية، تستقبل جنيها واحدا كتبرع يومي. في بداية الأمر، لم يصدق أهالي القرية أن المياه أصبحت في بيوتهم وفي متناول أيديهم لا يحتاجون لبذل الجهد الشاق الذي كانوا يبذلونه من قبل، ولم يعد هناك مجالا لإضاعة عشرات الساعات من أوقاتهم كل شهر، فغمرتهم السعادة وأنهمرت دموع الفرحة، وانهالت الدعوات على مجموعة الشباب الذين قاموا بالمشروع كاملاً.