حلم مهند ومحمد يصل بالحياة إلى 68 منزلاً ويستمر لإضافة 200 جدد

بحلم بسيط لمساعدة الناس ودعم الفقراء الذين لا يراهم أحد فى قرى مصر الفقيرة، حيث لا تذهب كاميرات التوك شو ولا يرى معاناتها إلا من يعيشون فيها، تحرك شابان من كلية الهندسة وكلية الطب مبتعدين عن الحياة العملية والمختلفة عن حياة البسطاء ليغيروا فى شهرين فقط حياة 68 أسرة فقيرة بمدهم بشريان الحياة وتوصيلهم بالماء الذى كان لا يدخل بيوتهم التى مازالت تعيش فى عصر الحرافيش الذين يجمعهم صنبور مياه واحد للقرية.
مهند هشام ومحمد الشقيرى هم الشابان اللذان لم يحملا أى خبرة فى العمل الاجتماعى قبل بداية مشروعهما ولم يكونا يعرفان بعضهما حتى قبلها ولكن مثلما يقول محمد "جمعهم حلم" لمساعدة الناس وتملكا الإرادة لتنفيذ هذا الحلم ليتجها إلى المتخصصين وأصحاب الفكر فى مجال مساعدة الفقراء ويشاركا فى مسابقة برنامج خواطر الذى يقدمه الإعلامى "أحمد الشقيرى".
قال تعالى "وجعلنا من الماء كل شىء حى" لذلك وجدنا أن تحقيق النجاح لما نطمح به من عدالة ومساواة بين الناس هو توصيل أبسط حقوق الإنسان وهى الماء.. يحكى مهند طالب كلية الهندسة من هذه الرؤية انطلاقة مع محمد لقرية عزبة خلف فى مركز سنورس بمحافظة الفيوم فى رحلة يقوموا بها للمرة الأولى تحت عنوان "ومن الماء حياة".
توصيل المياه لخمسة منازل.. هو الهدف الأول الذى وضعه الشباب لأنفسهم ليبدأوا فى تكوين فريق من المتطوعين وجمع التبرعات بعد الاتفاق مع جمعية تنمية المجتمع المحلى والأسرة بكفر سنورس ويقول محمد "لم نكن نملك حتى الحق لطبع إيصالات استلام نقود ليثق بنا المتبرعون وهو ما وفرته لنا الجمعية فى هذا الوقت".
32 ألف جنيه جمعها الشباب بعد تنظيم مباريات كرة لدعم المشروع ومحاضرات تنمية بشرية أقامها تلاميذ د. إبراهيم الفقى كصدقة جارية له والاعتماد على المساجد ودائرة المعارف ليضيفوا إلى 16 ألف جنيه آخرين جمعهم فريق جنيه فى اليوم للحملة، وتعهد جمعية رسالة بتنفيذ 15 منزلا على نفقتها بشكل كامل لتكون النتيجة هى توصيل المياه إلى 68 منزلا ووضع نقطة بداية حقيقية لمشروع يحاول تغيير وجه مظلم من وجوه مصر تأثر بتعاقب أجيال وسنوات من الظلم والفساد والتهميش.
حلم من الماء حياة يعمل الآن على استكمال توصيل الحياة لبيوت لم تدخل لها فى ربوع أم الدنيا، حيث أطلق الشباب المرحلة الثانية منه يوم 1 يوليو والتى تهدف لمد 200 منزل بحياة جديدة أفضل بحلول 2 سبتمبر ويقول محمد "هذه لن تكون نهاية عملنا فنحن مستمرون باستمرار معاناة فاقدين الماء ونهدف للتعاون مع مبادرات أخرى حتى نوصل نحن المياه ويقوموا هم بتنمية المكان فى باقى النواحى" وتابع "سنعمل على أن تكون عزبة خلف نموذجا للتنمية يتم تعميمه فى كل مكان بهذه الطريقة بعد أن عرفنا طريقنا فيها".