21 مليون جنيه لهدم وبناء وتشطيب300 منزل بعيدا عن الموازنة العامة للدولة قروض للمشاريع الصغيرة.. وبرامج للتدريب الحرفي للسكان مستوصف طبي.. ومخبز.. ومعمل للألبان.. وحضانة للأطفال. وذلك علي سبيل التقويم ذهبوا لإنشاء محطة لمياه الشرب وأخري للصرف الصحي فطوروا قرية كاملة هدموها وأعادوا بناءها.. وهذه هي التفاصيل. ربما تكون الحياة في مسكن عصري, حلما لكثير من البسطاء في القرية المصرية, لكن قد يتحقق الحلم.. فلا شيء مستحيلا. ويبدو أن أبواب السماوات كانت مفتوحة, حين دعا مواطنو عزبة الشيخ يعقوب بالفشن, بأن يمن الله عليهم, بمسكن مناسب, بعد أن تهالكت منازلهم القديمة, وفجأة.. ابتسمت لهم الدنيا, وتحقق حلمهم في استبدال مساكنهم الطينية, ذات الإمكانات المتواضعة, بمساكن عصرية من دون أن يتحملوا جنيها واحدا في بنائها, ولا في تجهيزها. وقبل حلول عيد الفطر المبارك, كان أهالي عزبة الشيخ يعقوب التابعة لمدينة الفشن ببني سويف, علي موعد مع السعادة, فقد سلمهم الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف, مفاتيح مساكنهمالجديدة, بعدما أزيلت مساكنهم القديمة تماما, لتحل محلها مساكن أخري تم بناؤها من جديد, أو مساكن كانت مبنية, وتم تشطيبها, فتحولت من بيوت بسيطة إلي مساكن فاخرة! الفرحة صارت فرحتين.. فرحة العيد, وفرحة تحقيق حلم الإقامة في مسكن عصري, وبالمجان! وفجأة ملأت الزغاريد منازل سكان عزبة الشيخ يعقوب, عندما وصل إليها المحافظ, الذي ذهب إليهم, ليشاركهم فرحتهم, ويحتفل معهم بمنازلهم الجديدة, في تجربة تجسد دور القطاع الخاص في القيام بمسئوليته الاجتماعية تجاه الوطن, وقد جاءت المبادرة هذه المرة من مؤسسة المجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية, والتي مولت المشروع بالكامل, ونفذته مؤسسة معا للتنمية والبيئة, وتشاركها في التنفيذ محافظة بني سويف, ووزارة التضامن الاجتماعي. في عزبة الشيخ يعقوب, التقينا إحدي السيدات وتدعي نادية سلطان, وقد تم بناء مسكنها ضمن مشروع تطوير وتنمية العزبة, فقالت إن حلمها تحقق, فلم يكن يخطر ببالها أن تقيم في مسكن عصري, بعد أن كان منزلها القديم متهالكا. بينما قالت لنا حكيمة إسرائيل من سكان العزبة, إن مشروع هدم منازل العزبة, أو تشطيب المنازل المبنية حديثا, كان مستحيلا بسبب الظروف المادية التي يعيشها الناس, فمعظم الأهالي من محدودي الدخل, الذين لايقدرون علي نفقات بناء المنازل وتشطيبها. شركاء في التنمية التنمية في قري المحافظة وتوابعها في رأي الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بني سويف هي ثمار جهود بذلتها الدولة, وتكللت بالزيارة الميمونة التي قام بها الرئيس مبارك إلي المحافظة مؤخرا, والتي افتتح خلالها عددا من المشروعات التنموية, والصناعية, والتي سوف تنقل المحافظة إلي مرحلة جديدة من النهضة والتطور. نموذج متميز للتنمية وما حدث من عمليات تطوير في عزبة الشيخ يعقوب بالفشن كما يقول محافظ بني سويف يعد نموذجا رائعا في التنمية الريفية المتكاملة, التي امتدت لتشمل مختلف قري المحافظة, وتوابعها, في إطار مشروع تطوير القري الأكثر احتياجا, والذي انطلق في مختلف ربوع مصر بمبادرة من الحزب الوطني, والحكومة لتحسين الظروف المعيشية للسكان في القري المستهدفة بصورة مستديمة, من خلال توفير الخدمات الأساسية, وتيسير الحصول عليها بتكلفة مناسبة, فضلا عن توفير قروض لتمويل المشروعات الصغيرة. تلبية احتياجات المواطنين والحقيقة, أن تجربة التنمية والتطوير التي شهدتها عزبة الشيخ يعقوب لها ظروف تستحق أن تروي, فمن حيث المبدأ تجسد التجربة تضافر جهود الدولة, والمشاركة المجتمعية للقطاع الخاص, للنهوض بحياة الناس, وتلبية متطلباتهم, والارتقاء بمستوي معيشتهم, فالمجموعة المالية هيرميس للتنمية الاجتماعية, كما يقول خالد عبدالحفيظ رئيس الوحدة المحلية, جاءت إلي الشيخ يعقوب لتوصيل مياه الشرب للأهالي, وبعد معاينة العزبة علي الطبيعة, رأت المجموعة أن توصيل مياه الشرب النقية وحده لن يحل مشاكل السكان, فقررت النهوض بها بالكامل بدون سقف مالي, وبدأ مشوار التنمية للعزبة منذ3 سنوات, ومن المقرر أن ينتهي الشهر القادم.. بين الشك واليقين! والتنمية في عزبة الشيخ يعقوب, كما تقول هناء حلمي المدير التنفيذي للجهة الممولة للمشروع, والتي تكلفت28 مليون جنيه, لم تكن سهلة, فقد كان الناس متخوفين من هدم منازلهم, ولكن شيئا فشيئا اقتنعوا بالفكرة, وبدأنا التنفيذ علي مراحل, فقد شهدت المرحلة الأولي التي انطلقت في أكتوبر من عام2008 نفسه هدم وبناء35 منزلا, وفي أغسطس من العام نفسه بدأت المرحلة الثانية بهدم وبناء58 منزلا, وفي المرحلة الثالثة تم تطوير38 منزلا, بينما تم هدم وبناء33 منزلا في المرحلة الرابعة من المشروع, كما تم هدم وبناء55 منزلا في المرحلة الخامسة, ثم تطوير33 منزلا, وفي المرحلة الأخيرة من المشروع, تم تطوير45 منزلا, ومن المقرر هدم وبناء51 منزلا, وتطوير46 منزلا خلال الشهر القادم, لتصل تكاليف الجانب الإسكاني من المشروع إلي نحو21 مليون جنيه. ولم يهمل المشروع الجانب الخدمي, فقد قامت المجموعة بإنشاء محطة الرفع والمعالجة لمياه الصرف الصحي, وتوصيل المياه المصلحة للشرب في عزبة الشيخ يعقوب, فضلا عن إنشاء معمل للألبان, ومخبز, ومستوصف طبي, وحضانة للأطفال. وكذلك, امتدت يد التطوير لانشاء مشاريع لتنمية الثروة الحيوانية لصالح الأهالي, ولكي تكتمل المنظومة تم تنفيذ العديد من المشروعات الاقتصادية الصغيرة لزيادة دخل المواطنين, حيث تم توزيع180 رأس ماعز علي90 أسرة فقيرة, كما تم توزيع16 رأسا من الأبقار علي16 منتفعا. ولم يتوقف التطوير, عند إنشاء محطات مياه الشرب, والصرف الصحي, وتنمية الثروة الحيوانية, بل تم تنظيم برامج ودورات للتدريب الحرفي والمهني لشباب عزبة الشيخ يعقوب, حيث جري تدريبهم علي أعمال السباكة, والخياطة, والكهرباء, وقيادة المعدات الثقيلة, وصيانة الدش, والريسيفر, ومهارات الحاسب الآلي, كما تم استخراخ183 بطاقة رقم قومي, و26 بطاقة ائتمانية للعديد من المواطنين. ولم ينجح مشروع تنمية عزبة الشيخ يعقوب من فراغ, وإنما كانت هناك عوامل وراء هذا النجاح, ترصدها هناء حلمي في تعاون الجهات الحكومية من خلال اللجنة التنسيقية التي شكلها محافظ بني سويف, والتي اتخذت العديد من القرارات التي ذللت جميع العقبات أمام المشروع, وجهود المحافظة مع وزارة الري لتخصيص6 قراريط لبناء محطة معالجة مياه الصرف الصحي, وكذلك جهود الوحدة المحلية لتوسيع الشوارع وتغطيتها بعدد كبير من أعمدة الإنارة, وتعاون اللجان المحلية( لجنة البلد, ولجنة المساندة) داخل الموقع, وأخيرا المرونة في التعامل بين الجهة الممولة, والجهة المنفذة للمشروع, مشيرة إلي أن المشروع لن يتوقف عند تنمية عزبة الشيخ يعقوب بالفشن, وإنما سوف يتجه إلي قري أخري بالمحافظة, ومحافظات أخري أيضا.