قال الشيخ زين العابدين كامل، الداعية السلفي، إن "الدعوات المستمرة للعصيان المدني مرفوضة، لأنه نوع من الفساد في الأرض، وقد أمر الله بتعمير الأرض وليس بالفساد فيها، فقال تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، وقد رغب الإسلام في العمل والبناء والتعمير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)، وقال أيضًا (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، وهي: النخلة الصغيرة التي لا تنبت إلا بعد سنوات طويلة، فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها)". وأضاف الداعية السلفي، ل"الوطن"، "حرص الإسلام على التنمية الاقتصادية وتعمير الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أرض فليمنحها أخاه أو ليزرعها)، وغير ذلك من النصوص والأدلة فهذه التوجيهات ليست مجرد مواعظ أخلاقية ولكنها ضوابط وقواعد اقتصادية، ومن ثم لا يجوز الاستجابة لمثل هذة الدعوات التي تضر ولا تنفع وتفسد ولا تصلح بل هناك من يتضرر من الشعب، فضلًا عن الدولة، والله تعالى سخر لنا كل شيء (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ)، فيجب أن يرتفع الإنسان إلى مستوى هذه الخلافة بأن يعمر الدنيا ويحييها ويسخر طاقاتها لخدمته حامدًا الله؛ إعمالًا لقول الله تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، أي كلفكم بعمارتها، لذا نحن لا نوافق على العصيان المدني ونهيب بالشعب ألا يستجيب لمثل هذة الدعوات التي تتعارض مع ثوابت الشريعة والمحافظة على الوضع الاقتصادي في البلاد".