قررت محكمة جنايات جنوبالقاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار محمد عامر جادو وعضوية المستشارين علي أحمد النمر وأيمن سلامة، التنحي عن نظر محاكمة عرفة معوض محمد عيسى، المتهم بالشروع في نزع البوابة رقم 4 من قصر الاتحادية الرئاسي عن طريق "واير"، لاستشعارها الحرج، وأرسلت ملف القضية إلى محكمة الاستئناف لتحديد دائرة أخرى. وبعد انعقاد الجلسة في الثالثة عصرا، وعقب دقائق من تشغيل الاسطوانات، قال محمود بلال دفاع المتهم، إن الواقعة في محضر الشرطة كانت في الساعة 12 صباحا، وليس كما تبين من أنها حدثت في وضح النهار، ما دفع رئيس المحكمة إلى تعنيفه بالقول "متقاطعنيش"، وسرعان ما أمر برفع الجلسة مرة أخرى، وأصدر قراره بالتنحي من داخل غرفة المداولة. وقال بلال إن تصرف القاضي غير مفهوم ولا مقبول، ولا يليق بقاضي جنايات يفصل في أعقد القضايا، مشيرا إلى أن سبب قراره غير مفهوم، متسائلا عن مفهوم الحرج في هذه القضية، مؤكدا أن القرار يدل على أن القاضي كوَّن عقيدة سابقة في الدعوى قبل الوصف فيها، ولما حاول الدفاع إيضاح الحقيقة انفعل وقرر التنحي. بدأت الجلسة في الواحدة ظهرا بإثبات حضور المتهم في القفص، حيث لوَّح بعلامة النصر، وأمر رئيس المحكمة برفع الجلسة بعد انعقادها بدقائق بسبب عطل فني في جهاز عرض الاسطوانات، وعادت للانعقاد بعد إصلاحه. وأكد عرفة من داخل القفص ل"الوطن" أنه يعتز بنفسه، ووجه رسالة للرئيس المعزول محمد مرسي، المحبوس حاليا على ذمة عدة قضايا، قائلا: "حبسك هو ذنب اللي إنت عملته في شباب مصر، ومصر مش هتضيع طالما فيها شباب أقوياء". وقالت زوجة عرفة: "كنا بنطلب العفو من مرسي، ودلوقتي بنقوله حسبنا الله ونعم الوكيل فيك". وكان المستشار مصطفى خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، قرر إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، ووجهت له النيابة تهم التسبب في تخريب إحدى المنشآت العامة (قصر الاتحادية)، ومقاومة السلطات، واستعمال القوة والعنف مع المجند محمد يحيى فهمي من قوات الحرس الجمهوري المكلفة بتأمين القصر الرئاسي، فأحدث إصاباته الواردة بالتقرير الطبي المرفق بالتحقيق، كما أسقطت المحكمة عنه تهمتين هما الاعتداء على ضباط الحرس المكلفين بتأمين القصر الجمهوري وإصابة مجند. وفي أولى جلسات محاكمته، اعترف المتهم من داخل القفص بارتكاب الجريمة، وأجاب رئيس المحكمة بقوله "حصل يا فندم"، وأضاف: "أنا كنت عايز أوصَّل رسالة للرئيس مرسي عشان يسمع مطالب الثوار في ميدان التحرير، لأن أداءه سيؤدي لحرب أهلية وسيقود مصر لخطر داهم".