أعلنت الأممالمتحدة موافقتها رسميا، مساء أمس الأول، على طلب سوريا بالانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية الموقعة عام 1993. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة فانيتا مايستراتشى: إن الأمين العام تلقى، أمس، الوثيقة الرسمية لانضمام الجمهورية العربية السورية إلى المعاهدة، مؤكدة أن الأمين العام للمنظمة يرحب بانضمام سوريا، وأن بنود المعاهدة ستصبح سارية بالنسبة لسوريا بعد مرور 30 يوما على قبول عضويتها، أى فى 14 أكتوبر المقبل. واتفق وزيرا الخارجية الأمريكى جون كيرى والروسى سيرجى لافروف، مساء أمس الأول، على إمهال دمشق أسبوعا لتقديم لائحة بأسلحتها الكيماوية بهدف إزالتها نهائيا بحلول نهاية 2014. وقال على لاريجانى، رئيس البرلمان الإيرانى، أمس: إن الاتفاق الذى توصلت إليه روسيا مع الولاياتالمتحدة لإزالة وتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية إشارة إلى «عقلانية» الولاياتالمتحدة. من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، خلال لقائه وزير الخارجية الصينى وانج يى: إن الاتفاق الروسى - الأمريكى لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية خطوة أولى مهمة، داعيا إلى حل سياسى للتعامل مع القتل المتزايد فى سوريا، مؤكدا أن المهمة الآن هى دعم المعارضة المعتدلة وليس الإرهاب. ورحبت الصين بالاتفاق، مؤكدة أنه سيشجع على التوصل إلى حل سلمى للأزمة. وقال وانج يى: «إن الاتفاقية خففت من الوضع المتفجر والمتوتر الحالى فى سوريا، وفتحت مجالا جديدا لاستخدام أساليب سلمية لحل القضية الكيماوية؛ حيث لا يمكن للأساليب العسكرية أن تحل المشكلة». وأعلنت الحكومة اليابانية ترحيبها بالمبادرة الروسية والاتفاق مع واشنطن، داعية إلى «استجابة صادقة» من قِبل الحكومة السورية. وشكك خبراء فى إمكانية الالتزام بمهلة السنة التى حُددت لتفكيك الترسانة الكيماوية، وحتى فى مهلة الشهرين لإرسال خبراء إلى سوريا. وقال أوليفيه لوبيك، المتخصص بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية فى باريس: «إن إتلاف الترسانة الكيماوية بحلول نوفمبر 2014 أمر لا أعتقد أنه ممكن. هذا الأمر يبدو خياليا؛ ففى وضع سلام يستغرق ذلك عدة سنوات. وسوريا ليست لديها أى بنية تحتية لإتلاف أسلحتها». وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان: «إن الاتفاق بمثابة إنجاز كبير لإسرائيل؛ فهو يصب فى مصلحتنا، لكن يكمن الاختبار فى تنفيذه». وقال سيلفان شالوم، وزير البنية التحتية: «إن الأسلحة الكيماوية استُخدمت فى سوريا فى الفترة الأخيرة ما بين 12 و14 مرة». وأعلن أعضاء بالائتلاف الوطنى السورى المعارض أن الائتلاف انتخب الإسلامى المعتدل أحمد طعمة رئيس وزراء مؤقتا، أملا فى تجنب التهميش مع استئناف القوى العالمية للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية. وقالت مصادر بالائتلاف لوكالة أنباء «رويترز»: «إن قرار المضى قدما فى انتخاب (طعمة) وفى تعيين حكومة مؤقتة، بالرغم من معارضة الولاياتالمتحدة التى تأمل أن تعقد مؤتمرا للسلام مع روسيا فى جنيف قد يسفر عن تشكيل حكومة انتقالية». وقال «طعمة»، بعد انتخابه، إن الأولوية لدى حكومته ستكون استعادة الاستقرار فى المناطق المحررة وتحسين أحوال المعيشة وتوفير الأمن، فيما أكد أعضاء بالائتلاف أن الحكومة المؤقتة ستعمل من شمال سوريا. ورحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، أندرس فوج راسموسن، باتفاق جنيف، داعيا النظام السورى إلى احترام هذا الاتفاق «دون تحفظ». وطالبت المعارضة السورية، أمس، المجتمع الدولى بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيماوية، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه الباليستية. وقال الائتلاف الوطنى المعارض، فى بيان له أمس، إنه يصر «على حظر استخدام الأسلحة الكيماوية، بأن يمتد إلى حظر استخدام القوة الجوية والأسلحة الباليستية ضد المراكز السكنية». ولم يتطرق البيان بشكل مباشر إلى الاتفاق الروسى - الأمريكى، بينما اعتبر بشكل عام أن «الاقتراحات الروسية تشجع النظام على الاستمرار فى سلوكه العدوانى داخل سوريا، وتعطيه الحيز السياسى الذى يحتاجه لتصعيد حملته العسكرية». وداخلياً، انعكس الاتفاق الروسى - الأمريكى بارتياح فى شوارع دمشق التى يأمل سكانها فى أن يمتد هذا التوافق ليفضى إلى اتفاق على حل للنزاع الدامى فى بلادهم. وقالت منى إيبو، من سكان دمشق، لوكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية: «صار لدينا أمل أكبر من خلال هذا الاتفاق، بأن ننتهى من الإرهابيين والإشكالات التى حصلت فى بلدنا، والتى لا علاقة لنا، نحن الشعب السورى، بها أبدا».