لم تكتف اعتماد علي، بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، وبالمشوار الطويل الذي قطعته من عزبة المفتي إلى شارع ترعة السواحل بمنطقة الوراق، غمست اصبعها في الحبر ثم سارعت إلى موقع سكنها لتشجع جاراتها الأربعة على القدوم للجنة "تعالوا صوتوا زيي". استجبن لها سريعا، مع وعد بالمرور على "سوق الخضار" عقب الانتهاء من التصويت "أهو نبقى عملنا اللي علينا وعملنا مصلحة" كانت الشمس حارقة ما دعا الجارات الخمس إلى الاستراحة تحت ظل شجرة حيث بدأ النقاش الحاد بين الجارات الخمس، حيث بدا أن لكل منهن رسالة خاصة تود لو تبلغها للرئيس القادم. "أنا نفسي وزارة التموين تتغير، والبطايق اللي بتبوظ أو بتضيع يكون لها حل بدل البهدلة، الحكاية دي لو اتحلت ناس كتير أوي هترتاح ودي أبسط حاجة منتظراها من الرئيس" قالتها فوزية عبد الغفور. فيما أمنت فوزية محمد على حديثها مضيفة "مش بس دوخة التموين، كمان جبروت الموظفين، نفسي يشوف حل يخلي الموظفين يحترموا الناس ويتعاملوا معاهم بأدب، لو يشوف بيتعمل فينا ايه واحنا رايحين نخلص أوراق تبع التضامن الاجتماعي أوالتموين مش هايعرف ينام تاني". إكرام عبده كان لها رسالة مختلفة: "يا ريت مظلة تكافل وكرامة توسع شوية وما يبقاش في شروط صعبة على الناس لو مكناش غلابة مكناش سعينا وراه". أما اعتماد علي كانت رسالتها: "أنا عملت اللي عليا وصوت وجبت الناس تصوت، بس عاوز أقول إن معايا خمس أيتام، وباخد 500 جنيه من تكافل وكرامة، بس السؤال دول ينفعوني إزاي، كلهم في تعليم، هاصرف على مين ولا مين، مبالغ معاش الغلابة محتاجة إعادة نظر يا ريس". وكلمات ختمتها جارتهم الخامسة وفاء محمد: "عاوزة أقوله بلدنا حلوة وأحسن من غيرها وإحنا عارفين كدا، بس نفسنا نعيش فيها مبسوطين، ونتمتع فيها بالعيشة من غير غلا وكوا لأننا استوينا".