أكد شعراوى أحمد سيد جلال، 50 سنة، صاحب مستودع مواد بترولية، من قرية زهره بالمنيا، أن مندوبى شركات البترول "يقومون بحجب حصص البنزين والسولار عن أصحاب المستودعات الصغيرة والمتعهدين، وذلك من أجل بيعها فى السوق السوداء". جاءت تأكيدات شعراوي ل"الوطن" فى ظل أزمة نقص البنزين الطاحنة، التى أدت إلى حالة من الارتباك والفوضى في جميع محافظات الجمهورية، رغم التصريحات الحكومية المتتالية عن عدم وجودها. ولخص شعراوى القصة فى الشكوى التى تقدم بها للمسئولين بالمحافظة، والتى أكد فيها أنه متعهد لإحدى شركات البترول، وكان يقوم بصرف الحصص المقررة له بانتظام من خلال إيداع مبالغ مالية بأحد البنوك، ولكن بعد الثورة امتنع مندوبو شركات البترول عن صرف الحصص المقررة له، "بحجة عدم وجود سيارات للنقل"، فتغلب على هذه المشكلة بشراء سيارة مخصصة لنقل المواد البترولية، "لكن مندوبى الشركة استمروا فى الرفض والمماطلة"، رغم قيامه بدفع الضرائب والتأمينات المستحقة بشكل منتظم. شعراوى قال "للوطن" إن خمس قرى هى "زهره" و"البرجاية" و"عزبة بشرى" و"صفط اللبن" و"الإسماعيلية"، "تعتمد على هذه الحصة فى تشغيل السيارات، والآلات الزراعية"، مضيفاً أنه عندما تردد على مندوبى الشركة أكثر من مرة لصرف حصته عرضوا عليه شراء الكميات التى يحتاجها بأسعار السوق السوداء، بحيث يقوم بشراء الجالون الواحد "20 لتر من السولار" بسعر 40 جنيها، وعندما رفض هذا العرض رد عليه مندوب الشركة "اخبط دماغك فى الحيط" على حد تعبيره. وتابع أن مندوبى الشركات "هم السبب المباشر فى خلق السوق السوداء"، بخاصة بعد أن تبين له بما لا يدع مجالا للشك أنهم "يقومون بتحرير فواتير وأوامر إيداع بأسماء صغار المتعهدين للحصول على كميات من الوقود يتم طرحها فى السوق السوداء". وفي سياق متصل، اشتدت أزمة نقص الوقود فى بنى سويف، وتكدست السيارات فى محطات الوقود فى المركز والقرى، وامتدت الطوابير لمسافات طويلة، وشهدت المحطات مشاجرات بين المواطنين، مع تفاقم ظاهرة بيع منتجات الوقود في السوق السوداء، في ظل غياب الرقابة التموينية والأمنية على محطات التزود بالوقود. وطلب المواطنون من المحافظ بلتدخل العاجل لإنهاء معاناتهم، وقال وليد عزت "لصوص الوقود المدعم فى السوق السوداء يتنتشرون في التقاطعات، ويبيعون الوقود علنا دون أية رقابة تموينية". بينما قال عباس عبد السلام مزارع من قرية منشأة الأمراء بمركز إهناسيا "توقفت أعمال الري فى الإراضى الزراعية بسبب نقض السولار، ونفاده من المحطات، وارتفاع أسعار بيعه في السوق السوداء". من جهته أكد ماهر بيرس محافظ بني سويف أنه على اتصال دائم بقيادات وزارة البترول "من أجل زيادة حصة المحافظة من الوقود"، مشيرا إلى أنه نجح في "زيادة الحصة التي يتم توريدها للمحافظة مؤخرا إلى مائة ألف لتر من المواد البترولية إلا أن هذه الكمية لا تكفى بسبب سوء التوزيع، وظاهرة البيع في عبوات بلاستيك، وسلوكيات المواطنين الخاطئة".