في قرية الكتامية الصغيرة، على أطراف مركز الباجور بمحافظة المنوفية، وقعت الجريمة التي أثارت الذهول بين الأهالي. مذبحة راح ضحيتها أشرف محمد زيان 45 عاما، فني بشركة سيديكو للأدوية، متزوج ولدية ثلاثة من الأبناء، وشقيقه محمد 40 عاما، متزوج ولدية بنت وولد، وجدا على الأرض وسط بركة من الدماء ومضروبين "ببلطة" في الرقبة والرأس، إضافة إلى منيرة أحمد ندا 60 عاما، ربة منزل ووالدة القتيلين، مذبوحة داخل حظيرة. كشفت تحقيقات النيابة والبحث الجنائي، أن المتهم ارتكب الجريمة، وهو أحمد أشرف زيدان- 15 عاما، طالب بالصف الثالث الإعدادي والذي أقر بارتكابه الجريمة، وقام بقتل جدته ووالده وعمه، وإصابة والدته؛ بسبب سوء معاملتهم له ومعاناته من حالة نفسية. القبض على المتهم أثار حالة من الدهشة بين أهالي القرية، الذين اختلفوا حول تصديق أنه مرتكب الواقعة. قال الحاج حاتم محمد، عمدة القرية، وابن عم المجني عليها، إن القرية تتميز بالهدوء، لم تشهد مثل هذه الحادثة من قبل، ولكن ما حدث كان مفاجأة للجميع، مؤكدا أن المجني عليهم لم يكن بينهم خلافات مع أحد من القرية، ويتميزون بحسن الخلق والمعاملة الطيبة مع الجميع، ومرتكب الجريمة، طفل صغير، وضعيف على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، لكنه أقر واعترف بذلك. وأضاف العمدة، أنه طالب كان يتميز بالانطوائية فهو دائما يجلس لوحده، وعندما يلعب ويلهو فيكون مع الأصغر منه في السن، مشككا في أنه قد يكون مريضا نفسيا، على الرغم من أنه متفوق دراسيا. وأكد محمد أحمد، أحد جيران المجني عليهم، أنهم كانوا أخوة متحابين ولم نسمع عن مشاكل حدثت بينهم، فهم من أفضل الناس في القرية، والحاثة كانت مفاجأة للجميع. مضيفا أن القبض على الطالب واعترافه بالجريمة، أمر غير متوقع بالمرة، أن يكون هذا الطفل هو القاتل. وقال "ع. ح" أحد أهالي القرية، إنه لا يمكن أن يصدق أن طفل صغير ينفذ مثل هذه الجريمة البشعة، ولكن الأكثر دهشة، هو اعترافه. وكان المتهم، قال في التحقيقات، التي أجراها جلال عبدالعاطى، مدير النيابة، إن فكرة الانتقام من عائلته كانت تراوده منذ شهر تقريبا، بسبب سوء معاملتهم له واستغلاله في أعمال الفلاحة في الأرض، ومنعه من اللعب والجلوس مع زملائه، ومنعه من الخروج والذهاب ل«النت كافيه» مثل باقي زملائه، مشيرا إلى أنه متفوق في الدراسة وحاصل على مجموع 250 من 300 بالشهادة الإعدادية، كما أنهم يهملونه ويراعون شقيقه الأصغر أكثر منه، ولا يلبون أي طلب له، إلى أن أصيب باكتئاب. وقالت التحقيقات إن الشكوك أثيرت لدى فريق البحث الجنائي، في الطالب لوجود جرح حديث بيده اليمنى يتزامن مع وقت ارتكاب الجريمة، وعند سؤاله أكد أنه أصيب عندما كان يحمل «بوص» صباح يوم الجريمة، وعند سؤال أشقائه أكدوا أن يد المتهم لم تكن مصابة قبل ارتكاب الجريمة، والدليل أنه تناول الإفطار معهم ويده سليمة، من هنا بدأت الشكوك حوله. وتأكدت الشكوك لأن الأدوات المستخدمة في الجريمة ليست من خارج المنزل، فالأدوات هي سكين مطبخ وآلة حادة «بلطة» فضلا عن تأكيد الأهالي أنه لم يدخل ولم يخرج أي شخص لمكان الواقعة. واعترف المتهم بالجريمة بعد إنكار 3 أيام، وقال: «أيوة أنا قتلتهم ولو عاد بي الزمن هاقتلهم تاني هما أصلا ميستهلوش يعيشوا». وفي هدوء تام قال: «قررت منذ شهر الانتقام منهم جميعا، وأيقنت أن يوم الجمعة هو الموعد المناسب للتخلص منهم لأن أبويا وعمي إجازة من الشغل». وتابع: "في صباح يوم الجريمة أحضرت سكين المطبخ وبلطة وخبأتهما تحت السلم وعقب صلاة الجمعة، ذهب والدي وعمي للنوم بالطابق الأرضي وجدتي كانت مستيقظة لوحدها، أخبرتها بأن جارتنا (أم مازن) تريد الحديث معها، واستدرجتها للحجرة المجاورة للمنزل وطعنتها من الخلف عدة طعنها حتى سقطت على الأرض وقمت بسحب السكينة على رقبتها لتغرق في دمائها». وأضاف: «دخلت على والدي وأخبرته بأن جدتي في الخارج تتشاجر مع الجيران فخرج مسرعا فضربته ب(البلطة) من الخلف عند مدخل السلم المؤدي للطابق الثاني على رأسه وانهلت عليه بطعنات في الظهر والصدر والرقبة». وتابع: «عندما سمع عمي صوت أبي خرج مسرعا قابلته ب«البلطة» هو الآخر ليسقط بجوار أبي عند مدخل السلم وأصابتني السكين عندما قمت بطعنه طعنة قاتلة في الرقبة». بعدها سمعت أمه أصوات ضجيج وهي في الطابق الثاني وعندما رأته ممسكا بالبلطة، صرخت فقام بضربها بمقدمة رأسها ليصيبها بجرح قطعي في الرأس، ويغمى عليها ويدخل في حالة بكاء هستيري بجوار جثتي أبيه وعمه. وبمراجعة والدة المتهم المصابة، اعترفت بأن نجلها هو مرتكب الواقعة بعدما أنكرت أول مرة في التحقيقات خشية على نجلها، وتم حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وعرضه على الطب الشرعي والنفسي لبيان حالته.