لأننا جميعاً لا نتحدث عن الواقع، ولأن كلام كل منا أصبح وفق أهواء شخصية وانتماءات ورغبات ومصالح، ظهر الاختلاف وأصبحت المصلحة العامة أكبر أزمة نواجهها داخل الوطن، لا يوجد من يعمل من أجل المصلحة العامة، الكل يعظم المصلحة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة. ويتجلى مشهد المصلحة الشخصية فى الأزمة السياسية الأخيرة بكل مشاهدها، ووصولاً بالرياضة التى لم تتحرر من احتلال إدارات المصلحة الشخصية من أعلى سلطة بها إلى أدنى مستوى، وملف المصلحة الشخصية فى الرياضة لا يتسع لمقال، بل لسلسلة مقالات لا حصر لها، وأفضل أن أبدأ بحلم كل المصريين بالتأهل لكأس العالم، فإذا كنا على مدار التاريخ نحلم فقط بكأس العالم والوصول إليه وليس التألق به فهو الواقع بنفسه، الكرة المصرية تعيش كل أربع سنوات فى الحلم ومع النوم العميق ندخل فى كوابيس الفرق الصغيرة والكبيرة وفرص التأهل ونتمنى مواجهة المنتخبات السمراء، بدلاً من المنتخبات العربية المتمثلة فى الشمال الأفريقى وتستمر الأحلام حتى تقترب ساعة الاستيقاظ مع شروق الصباح وانتهاء السنوات الأربع لنفوق من الأحلام على كابوس مزعج وهو الخروج من التصفيات وضياع حلم المونديال على يد صغار القارة. وقتها فقط نتأكد أننا فى الواقع ولسنا فى حلم بل إننا «مصحصحين قوى وفايقين على الآخر» مع تأكدنا من داخل أنفسنا أننا كنا نحلم بالتأهل، وفى هذا التوقيت وفى تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014 عادت أيام الحلم الذى يقترب من نهايته، وننتظر الاستيقاظ ونتخوف من كابوس هالك يعصف بالحلم العالمى موعده قبل 19 نوفمبر 2013 الموعد الأخير للمباريات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم. ما زلنا ننتظر الحلم ونخشى الكابوس وننتظر أيضاً قرعة التصفيات النهائية الموجود بها منتخبات التصنيف الأول: كوت ديفوار وغانا ونيجيريا والجزائر والرأس الأخضر ومنتخبات التصنيف الثانى: بوركينا فاسو والكاميرون ومصر والسنغال وإثيوبيا حسب ترتيب المستويات وقتها سنعرف جميعاً أياً من فرق المستوى الأول سنواجهها ووقتها يتغير الحلم، ويبدأ الشوط الثانى ويدخل الإعلام ويحضر عفريت المنافس، فإذا وقعت الجزائر معنا أصبحنا متشائمين وإذا واجهنا كوت ديفوار بالقرعة رحبنا وهللنا وسجدنا شكراً لله رغم أن كوت ديفوار الأقوى والأفضل ولكننا نستعد لتحضير «العفريت» وتجهيز وتأهيل الناس للكابوس ووقتها كالعادة ننتظر الفرج ونطلب من المصريين الدعاء، وللأسف دعاء المصريين أوشك على النفاد لأنهم فى الآونة الأخيرة استهلكوا فى الدعاء لكل شىء وأى شىء حتى اقترب رصيدهم من الدعاء على الانتهاء. رغم أن كل ماسبق هو الواقع، فإننى لا أعترف به، نحن من خلقنا هذا الواقع وبإمكاننا أن نغيره ما دمنا قادرين على ذلك فإذا أخلصنا كلامنا سنصنع واقعاً مختلفاً والبداية من الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بوب برادلى المدير الفنى وضياء السيد المدرب العام وزكى عبدالفتاح مدرب حراس المرمى، فالوقت لا يسمح بتصفية الخلافات، والرياضة والكرة يعترفان بالتصالح والروح الرياضية من أجل المصلحة العامة ومصلحة منتخب مصر وأنا لا أتصور أن المنتخب المصرى قادر على التأهل لكأس العالم بدون تصالح.. بدون وجود أحمد حسن الصقر ولا عصام الحضرى الكل يؤيد وجود أبوتريكة وشيكابالا ووائل جمعة فى المنتخب، لكن غياب الصقر بتاريخه وإمكانياته قد يكون العائق فى الحلم. أطالب برادلى ورجاله بتنحية المشاكل جانباً والنظر إلى مصلحة مصر وحلم المصريين، أحمد حسن لا يحتاج مجاملة برادلى لأن مستواه الفنى يؤكد أحقية انضمامه وقدرته مع اللاعبين أصحاب الخبرة وعودة الروح والانتماء وتقدير لاعب أعطى لمصر كل شىء لماذا لا يعطيه برادلى حق تمثيل وطنه فى تحقيق حلم شعبه، فالصقر والتصالح هما الطريق للمونديال، والعناد والكراهية هما الطريق للكابوس وعلى الجهاز الفنى الاختيار.