أرسلت الحكومة البريطانية اليوم، ما يقرب من 100 فرد من قواتها المسلحة إلى منطقة ساليسبيري للتحقيق في محاولة قتل الجاسوس الروسي وابنته بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ويشمل الفريق العسكري أفراداً من قوات مشاة البحرية البريطانية وخبراء في الأسلحة الكيماوية وإزالة السموم، وقالت الشرطة، "إن إدارة مكافحة الإرهاب طلبت مساعدة القوات المسلحة لإزالة عدد من المركبات والمواد من مكان الحادث"، وتعقد الحكومة البريطانية إجتماعاً أمنياً رفيع المستوى في أعقاب تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز الأعصاب. الإندبندنت: لندن تنوي تصعيد القضية وتنوي مناقشتها مع حلفائها بالناتو... وبي بي سي: العثور على "بقايا مادة كيميائية" في وجبة العميل وابنته وقد ربطت الحكومة الروسية بين محاولة إغتيال سيرجي سكريبال، وإغتيال الجاسوس الروسي السابق لدى بريطانيا أيضاً ألكسندر ليتفينينكو، حيث نشرت السفارة الروسية في "لندن" عبر حسابها الرسمي على "تويتر" تغريدة ساخرة اليوم تعليقاً على الحادث، تقول فيها "يا لها من مصادفة، فكلاً من سكريبال وألكسندر ليتفينينكو الذي مات مسموماً بالبولونيوم عام 2006، كلاهما عمل لمكتب M16"، وأشارت السفارة في تغريدتها إلى أن وفاة السياسي الروسي بوريس بيريزوفسكي ورجل الأعمال الروسي ألكسندر بيريبليتشني له علاقة بتورطهما في تقديم خدمات خاصة للحكومة البريطانية. وأفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الأول بأن لندن تنوي مناقشة قضية تسميم العقيد الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال مع حلفائها في حلف الناتو، ونقلت الصحيفة عن البرلماني البريطاني توبياس إيلفود، قوله "لا يجب أن نكون متقدمين على أنفسنا، لكن يجب أن نعطي جوابا شاملا، وهذا ما سنناقشه مع شركائنا في حلف الناتو"، وأشارت الصحيفة إلى أن "إيلفود" يدعمه في ذلك وزير الأمن البريطاني بن والاس، الذي كان قد أعلن سابقاً عن استعداد بلاده للرد على هذا الحادث بكل ما أوتي لها من قوة مع حلفائها الأقوياء، على حد تعبيره. ومن جانبها تسائلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عما إذا كان الهجوم على الجاسوس الروسي السابق الذي عمل لدى بريطانيا سيرجي سكريبال عملاً من تخطيط الأجهزة الاستخباراتية الروسية أم رسالة قوية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب، وقالت الصحيفة، "إن سكريبال في الغالب قد للإستخبارات البريطانية هويات ما يقرب من 300 عميل في أجهزة الاستخبارات الروسية، وذلك خلال الفترة التي كان يعمل فيها ضابط اتصال بين الجيش الروسي وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي". وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرون في روسيا شبهوا "سكريبال" خلال فترة محاكمته بالجاسوس السابق أوليج بينكوفيسكي الذي صدر ضده حكم بالإعدام في موسكو عام 1963 بتهمة التجسس ويذكره التاريخ على انه أحد أهم الجواسيس الذين عملوا لصالح الغرب في روسيا، وأضافت الصحيفة، "إنه بعد إطلاق سراح سكريبال عام 2010 في أضخم صفقة تبادل أسرى بين روسيا والغرب بعد الحرب الباردة، كان يعي تماما كيف ينظر إليه زملاؤه السابقين في الاستخبارات الروسية وكيف أنهم يقدسون عبارة ستالين التي تقول الموت للجواسيس". وكانت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر راد، قد أعلنت اليوم أول، أن الشرطة حددت أكثر من 240 شاهداً في تحقيقاتها الجارية حول هجوم بغاز الأعصاب على العميل الروسي المزدوج، سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، وأضافت في تصريح صحفي عقب ترأسها اجتماعا أمنياً، أن الحكومة خصصت ميزانية كبيرة للتحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث، وفقاَ لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء. وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أنّ التحقيقات أظهرت تناول "سكريبال" وابنته طعاما في مطعم "زيزّي" الذي عُثر فيه على بقايا المادة الكيميائية، قبل ساعتين فقط من فقدان وعيهما. وتبيّن أيضاً أنّ باقي الزبائن الذين كانوا يتناولون الطعام في المطعم نفسه ساعة وجود سكريبال وابنته فيه، لم يظهر عليهم علامات الإصابة بالمادة الكيميائية، ولم يعانوا من مشاكل صحية بعد تناول الطعام. وكانت الحكومة البريطانية قد أوكلت، مهمة التحقيقات في حادث التسميم ل 250 عنصر شرطة من وحدة مكافحة الإرهاب و180 فرد من الجيش. كما قامت وحدات من الشرطة والجيش البريطاني بفتح قبر زوجة العميل الروسي المزدوج، لودميلا سكريبال، وتشريح جثتها، للاشتباه بوفاتها جراء التسمم في 2012، وذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن وثائق الوفاة تظهر أن لودميلا، توفيت جراء سرطان، لكن جيرانها يؤكدون أنها توفيت جراء حادث مروري. وتعليقاً على الحادثة، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في وقت سابق، إنّ بلاده سترد بحزم في حال تبين وقوف موسكو وراء تسميم العميل الروسي المزدوج سابقًا "سيرجي سكريبال". وقال جونسون في كلمة بالبرلمان البريطاني: "رغم أنه سيكون من الخطأ الحكم مسبقا على التحقيق، يمكنني طمأنة المجلس أنه إذا ظهرت أدلة تدل على مسؤولية دولة ما، فإن حكومة صاحبة الجلالة (بريطانيا) سترد بشكل مناسب وقوي". في السياق ذاته، أعلنت السلطات البريطانية بمدينة سالزبوري، أن الحالة الصحية لسكريبال وابنته ما زالت حرجة، وفقا لوكالة "الأناضول" التركية للأنباء، يشار إلى أن محكمة روسية قضت بسجن سكريبال، 13 عامًا، لإدانته بالتجسس لصالح لندن، في 2006، قبل أن يصدر الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، عفوًا عنه، ومنحت بريطانيا حق اللجوء لسكريبال، في إطار اتفاق لتبادل الجواسيس، عام 2010، بين واشنطنوموسكو، وكانت الشرطة البريطانية قد عثرت، الأحد الماضي، على "سكريبال" (66 عامًا)، وهو عقيد سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقدًا الوعي، مع ابنته "يوليا" (33 عامًا)، على مقعد في أحد الأماكن العامة، بمدينة "سالزبيري"، جنوب غرب بريطانيا، ونقلا للعلاج بإحدى مستشفيات "سالزبيري".