بدأت مبادرات، أمس، من أجل إجراء مصالحة بين الصحفي أحمد الخطيب، والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وخصوصًا بعد إبداء أحمد الخطيب نيته التصالح وفعل ما يرضي شيخ الأزهر. وقضت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمحكمة زينهم، برئاسة المستشار جمال عبداللاه، بتأييد حكم سجن الصحفي أحمد الخطيب رئيس القسم السياسي في جريدة "الوطن" سابقًا، 4 سنوات وتغريمه 20 ألف جنيه، يوم الأربعاء الماضي. وتقدم الخطيب بمعارضة على حكم محكمة الجنايات الصادر غيابيًا في سبتمبر الماضي ضده بحبسه لمدة 4 سنوات، لاتهامه بإهانة مشيخة الأزهر، ونشر أخبار وشائعات كاذبة عنه وعن رجاله وكبار علمائه، إلا أن المحكمة رفضت المعارضة وأيدت حكمها السابق. وقال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، أمس، إنه زار الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب، بخصوص القضية التي رفعها الأزهر الشريف ضد الصحفي أحمد الخطيب. وأضاف سلامة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي، أمس، في برنامجه "مانشيت القرموطي"، المٌذاع عبر فضائية "النهار"، أن شيخ الأزهر أبدى مرونة في ذلك، ولكن تم السير في إجراءات التقاضي حتى الحكم عليه بالسجن سنة. وأبدى سلامة اعتراضه على أحكام حبس الصحفيين في قضايا النشر، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه يثق في شيخ الأزهر الذي يعلمنا العفو والتسامح على حد تعبيره. وأكد نقيب الصحفيين أن الخطيب أبدى استعداده لمراضاة شيخ الأزهر، مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالاً برئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد، وسيتوجهون لزيارة شيخ الأزهر للتوسط للصلح ومراضاته.
كما طرح الإعلامي محمد الباز، مبادرة للصلح بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والكاتب الصحفي أحمد الخطيب، بعد الحكم ضده في قضيتين رفعتا من الإمام الأكبر ومستشاره القانوني. وناشد الباز، خلال برنامجه "90 دقيقة"، على قناة "المحور"، شيخ الأزهر التنازل عن القضيتين المرفوعتين ضد الخطيب، مؤكدًا أنه يعلم مدى تسامح "الطيب" الذي لن يرضيه حبس صحفي، نيته حسنة 4 سنوات. وأوضح أن الخطيب تناول الموضوع برؤية نقدية وكانت نيته طيبة في معالجة خلل يراه ولم يكن يقصد الإساءة للمؤسسة، مضيفًا: "إفعلها يا مولانا، ستكون كبيرة عندنا وعند الله". وقال إبراهيم أبو كيلة، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إن النقابة تتضامن مع الزميل أحمد الخطيب، رئيس القسم السياسي السابق بجريدة الوطن، عقب تأييد محكمة الجنايات لحكم حبسه 4 سنوات بتهمة إهانة مشيخة الأزهر، لافتًا إلى أن النقابة ستقدم للخطيب كل الدعم القانوني والنقابي، و"سنسعى لدى شيخ الأزهر للتصالح بحيث يكون ذلك قبل مرحلة النقض"، على حد قوله. وتابع أبو كيلة في تصريح ل"الوطن": "نحن نتضامن مع جميع الزملاء إلى أبعد حد دفاعًا عن حرية الرأي والتعبير المكفولة للصحفي في أداء عمله، لكن يجب في الوقت ذاته أن تكون حرية الرأي المسؤولة فضلاً عن عدم التعرض للحياة الشخصية للناس"، لافتًا إلى أنه سيتواصل مع عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، فور عودته من البحرين، لحل الأزمة بشكل ودي مع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ولتقديم الدعم اللازم للزميل أحمد الخطيب.