نفت الإدارة الأمريكية، أن تكون وجدت بالصدفة، في المبادرة الروسية، وسيلة لتفادي مأزق الخيار العسكري ضد سوريا، مؤكدة أن مسألة ضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية كانت موضع بحث مع الروس منذ أشهر. وأعطى المسؤولون الأمريكيون انطباعا بأنهم تفاجأوا، صباح الاثنين، حين طرح وزير الخارجية جون كيري، ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في لندن، إمكانية تجنيب سوريا ضربة أمريكية، إذا ما وضع النظام ترسانته الكيميائية تحت إشراف دولي، قبل أن يصف المتحدث باسمه هذا الطرح بأنه محض "خطابي". غير أن فكرة كيري أثارت خلال ساعات، عاصفة من التعليقات وحصلت على الكثير من التأييد، وعليها أعلن الروس عن مبادرة، سارع السوريون إلى تاييدها، تقضي بوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية، تمهيدا لإتلافها. ويتساءل المعلقون منذ ذلك الحين، إن كانت تلك هفوة ارتكبها جون كيري، أم مناورة متعمدة من إدارة أوباما لتفادي عملية تصويت تبدو صعبة في الكونجرس، لإعطائها الضوء الأخضر لضرب سوريا.