«البناء يبدأ من الداخل»، واقع فعلى يطبقه الأهالى لإصلاح مخلفات الحرب الإرهابية بمنطقة كرداسة فى الجيزة، سيارات تالفة تملأ الشوارع ومنشآت وبيوت محترقة، إضافة إلى سيرة موصومة بأحداث التخريب والحرق والقتل تلحق بسكان «كرداسة»، كشفاً للحقيقة وتنظيفاً من دنس الإرهاب خرجت فى «كرداسة» دعوات الانحياز للسلمية وإعادة منشآت الدولة الأمنية والخدمية. «نبذ العنف.. ترميم تلفيات قسم الشرطة والسجل المدنى.. المطالبة برجوع الأمن»، مبادرات شباب مدينة كرداسة رداً على العنف الذى حدث الشهر الماضى، جلسات عائلية بين الأهالى ومساعٍ رسمية يجريها رئيس المدينة للاتفاق على وقف العنف ورفض جميع أشكاله، حسب عماد كمال، أحد سكان كرداسة، موضحاً أن سكان المدينة المحاصرة يناشدون رجال الأمن العودة لعملهم: «الناس عايزاهم يرجعوا عشان يطمنوا من ناحية الشرطة»، الشاب العشرينى يؤكد أن كثيراً من المتهمين فى الأحداث بريئون منها تماماً: «كتير منهم بيمشى ويقعد معانا، وكلنا مستغربين ليه متهمين الناس دى وهيا ماكانتش موجودة»، حسب «عماد». يبلغ تعداد كرداسة 170 ألف نسمة، يساهمون جميعاً فى تبييض «سمعة» مركزهم بين الناس بالتطوع والتبرع لترميم مركز الشرطة المحترق والسجل المدنى ومركز الشباب وكنيسة الملاك ميخائيل. يقول حسن السيد، أحد أبناء المدينة: «الأهالى اتفقوا على مبادرة (تسليم السلاح)، لرد الأسلحة الميرى المسروقة فى الأحداث إلى (الداخلية). الشرطة بتاخد السلاح ومش بتضر حد، واللى معاه سلاح بقى يسلمه ومش بيخاف». ويؤكد «حسن» تعاون الأقباط: «عرضنا على المسيحيين نصلح لهم الكنيسة، رفضوا وقالوا القسم الأول»، مبرئاً ساحة البلد من اتهامها بالعنف: «اللى حرقوا وكسروا أغلبهم من بره البلد، وساعدهم بعض المغرضين هنا»، وفقاً لكلام ابن كرداسة.