على شاطئ بحر غزة يقف شاب مترقبًا بحذر الأمواج العالية، متشبثًا بكلتا يديه بلوح "سايمون" بلاستيكي. وما إن اقتربت الموجة، حتى سارع إلى ركوبها بلوحه، ليطفو منتصبًا على قدميه محافظًا على توازنه، إلى أن تنتهي الموجة، قاذفة إياه على الشاطئ. محمد أبو جَيّاب (40 عاما)، أحد راكبي الأمواج على شاطئ بحر غزة، يقضي عدة ساعات يوميًا، يترقب الموجة تلو الأخرى، ليعلو فوقها، ليحظى بقليل من السعادة تبعده عن هموم قطاع غزة التي لا تنتهي. غير بعيد منه، يراقب المصطافون على شاطئ البحر أبو جَيّاب ورفاقه، بشغف، حيث لم يسبق لهم أن شاهدوا مثل هذه العروض، فرغم أن غزة منطقة ساحلية، إلا أن ظروفها الصعبة تجعل من هذه الرياضة ترفًا لا لزوم له، بحسب كثيرين. ويقول أبو جَيّاب: "جئت إلى هنا بحثًا عن المتعة والترفيه والراحة بعيدًا عن ضجيج المدينة ومشاكلها السياسية وأوجاع الحصار المتتالية، ولأن رياضتي المفضلة تكون بين أمواج البحر العالية". وفيما يأخذ نفسًا عميقًا يمده بالقوة بعد خروجه من بين أمواج البحر المتلاطمة ودوران البحر الشديد، يضيف أبو جياب: "تعلمت رياضة الركمجة (ركوب الأمواج) منذ كان عمري 18عامًا، كانت البدايات صعبة جدًا؛ حيث صنعت زلاجة خشبية خاصة بي وحاولت أن أتزلج عليها بين أمواج البحر الهائجة، وكانت مخاطر اللوح الخشبي كبيرة أدت إلى كسور في قدمي؛ لأنه لم تكن مناسبة للتزلج". ويتابع بقوله: "بعد الخطر الذي تعرضت له قررت أن أشتري زلاجة مخصصة للتزلج بالشراكة مع صديق لي، لتجنب بعض المخاطر، ولاسيما غدر أمواج البحر الهائجة، ولكن شراءها كان صعبًا، فلم تكن متوفرة في غزة". وباءت جهود أبو جَيّاب في البحث عن زلاجة بالفشل، إلى أن صادف رجلًا يبحث عن مشتري لزلاجته. ويضيف: "كان ذالك أسعد يوم في حياتي". ويفتقر قطاع غزة الساحلي إلى نوادٍ أو مدارس تعليم رياضة "ركوب الأمواج" كما هو الحال بالنسبة لألعاب رياضية أخرى، ويعتمد راكبو الأمواج على رغبتهم الشخصية دون وجود أي مقومات سلامة خاصة بهم.