أعلن عدد من السياسيين رفضهم لجميع المبادرات التى تدعو إلى المصالحة والإدماج فى الحياة السياسية لرموز نظامى الحزب الوطنى والإخوان، الذين ثار عليهم المصريون قبل المحاسبة العادلة وإرساء قواعد العدالة الانتقالية. وقالوا، فى بيان مشترك أمس، وأبرزهم: الدكتور عمار على حسن، جورج إسحاق، بثينة كامل، نوارة نجم، إسراء عبدالفتاح: إن ثورة المصريين ما زالت تتعرض لمحاولات عديدة للتشويه والانقضاض عليها والنيل منها ومن رموزها من القوى الخارجية والداخلية والتيارات الإرهابية وحلفائهم بالخارج، وأصبحت مهددة بالانحراف عن مسارها أو الحيد عن أهدافها التى سالت دماء المصريين من أجلها. وأضاف البيان أن تهديد الثورة يبدأ من خطورة ما يجرى فى وسائل الإعلام مؤخرا؛ حيث لوحظ فى الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 أن أجهزة الإعلام سارعت بإفراد صفحاتها وشاشاتها لرموز كثيرة من أعمدة وأعلام نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك الفاسد، المعادين لثورة 25 يناير ورموزها والمتهمين أو المدانين فى قضايا فساد وأحداث عنف، وكانوا قد تواروا بعد نجاح الثورة ولفظهم المجتمع فى طريقه وتطلعه إلى الإصلاح، ثم فوجئنا بظهور وحضور قوى ولافت للشك والريبة للكثير من هذه الشخصيات فى كل وسائل الإعلام، الأمر الذى لا يصب مطلقا فى مصلحة الحكومة الحالية ومؤسسات الدولة التى تعمل على تنفيذ خارطة طريق الثورة وتسعى لطمأنة الشعب المصرى على أنها ترعى ثورته وتؤكد دوما أنه لا مجال للعودة إلى الوراء لما قبل 25 يناير 2011. وأشار إلى أن وسائل الإعلام بهذا التوجه تسهم بقصد أو غير قصد فى إثارة الشكوك أمام الرأى العام على أن ما يحدث من تجميل لصورة رموز النظام القديم ما هو إلا تمهيد لعودة الدولة البوليسية الفاسدة من جديد، الأمر الذى يقدم ذريعة لتنظيم الإخوان وأنصاره وأعداء ثورة 30 يونيو لتعزيز أكاذيبهم وادعاءاتهم بأن ما حدث هو «انقلاب عسكرى» وعودة للنظام القديم، الأمر الذى لوحظ فى المظاهرات التى خرجت مؤخرا فى «جمعة الحسم» فى 30 أغسطس الماضى.