أكد الدكتور كمال بريقع، مشرف بمرصد الأزهر ورئيس لجنة الرصد والمقترحات ببيت العائلة المصرية، أن قوة المجتمعات تكمن في تنوعها، وأن احترام الخصوصيات العقائدية من أهم التعاليم التي رسخها الإسلام. وأضاف بريقع، في تصريحات له خلال ندوة بعنوان"الأزهر والكنائس" بجناح الأزهر الشريف داخل معرض الكتاب في آخر أيام فعالياته، أن التنوع التكاملي سمة من سمات الشعب المصري، وأنه من حق المصريين أن يدافعوا عن وحدتهم وتضامنهم وكل ما يهدد أمن وطنهم أو يمزق نسيجهم الاجتماعي. وأشار مشرف مرصد الأزهر، إلى علم مقارنة الأديان باعتباره من العلوم المحورية التي يجب أن تحظى بعناية كبيرة ومن خلالها نستطيع أن نتعرف على اتباع الديانات المختلفة، ويصل المختلفون من خلالها إلى محل اتفاق لسلام عالمي وتصالح يحقق الأمن والرخاء للجميع. وشدد بريقع، خلال الندوة، على أن طبيعة تعاليم الإسلام تدعو إلى التعاون والعيش المشترك، وترفض كل فكر إقصائي يتبناه أي شعب يدعي الاستعلاء على سائر الشعوب على أساس العرق أو اللون أو الجنس. وعن علاقة الأزهر الشريف بالكنائس، قال بريقع، إنها تعكس سماحة الإسلام تجاه الأديان المختلفة، وتعتمد مبدأ احترام الخصوصيات العقيدية، ومن أهم المبادئ التي يرسخها الإسلام، مبدأ الأزهر في التعامل مع الكنائس المختلفة، والمتجسد في بيت العائلة المصرية. وتابع خلال الندوة المقامة داخل جناح الأزهر بمعرض الكتاب قبل ختام فعاليات المعرض: "بيت العائلة المصرية تأسس للحفاظ على الهوية المصرية ووأد الفتن وتحقيق سلامة البناء المجتمعي، ونشر روح التسامح ونهج الوسطية والاعتدال ودعم التعايش والسلام". وأشار إلى أن بيت العائلة المصرية يضم عددًا من اللجان المهمة مثل لجنة الرصد والمقترحات ولجان تجديد الخطاب الديني، والثقافة الأسرية والتعليم والشباب. ولفت بريقع، إلى أن بيت العائلة المصري تأسس ليجمع بين الأزهر والكنيسة في مؤسسة وطنية واحدة، كتفعيل عملي لدور المؤسسة الدينية ومبادرة استباقية اتخذها فضيلة الإمام الأكبر عقب الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد ديسمبر عام 2010، حيث طرح فكرة تأسيس هيئة وطنية مستقلة تجمع بين الأزهر والكنيسة القبطية، وبعيدًا عن بيانات الشجب والإدانة التي اعتادت عليها جميع المؤسسات.
