يعد الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة المكلف من قبل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية هو رئيس الوزراء الأول في عهده، والثالث الذي تقلد هذا المنصب في مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير بعد الدكتور عصام شرف، والدكتور كمال الجنزوري. وفى حين تعاقب على مصر ثلاثة رؤساء حكومات في 19 شهرا فقط، شهد حكم الرئيس السابق حسني مبارك تعيين ثمانية رؤساء للوزراء في ثلاثين عاما، ويعد الدكتور فؤاد محيى الدين هو رئيس الوزراء الأول في ذلك العهد، فيما أسدل الفريق أحمد شفيق الستار على آخر وزارات عهد مبارك. رؤساء وزراء عهد مبارك، هم الدكتور فؤاد محيي الدين الذي كان من اختيار الرئيس الراحل أنور السادات الذي عينه نائبا أول لرئيس الوزارة في الوزارة التي اغتيل وهو رئيسها ويعد من أقوى من تولى رئاسة الوزارة مع مبارك، وظل يؤدي عمله إلى أن توفى في مكتبه. وبعد 40 يوما، تم تعيين الدكتور كمال حسن على وزير الخارجية رئيسا للوزراء، أعقبه الدكتور علي لطفي الذي صادفه سوء حظ في الأزمات والأحداث الخطيرة التي شهدتها مصر، وكان أبرزها اختطاف السفينة "اكيلي لورو" ثم أحداث الأمن المركزي. وبعد استقالة الدكتور علي لطفي تولى الدكتور عاطف صدقي رئاسة الوزراء وهو أول رئيس وزراء استمر في منصبه ليس فقط في فترة مبارك وإنما منذ ثورة 23 يوليو حيث رأس الوزارة من نوفمبر 1983 الى يناير 1996 ، وأجرى خلالها ثلاثة تعديلات بدخول وخروج عدد من الوزراء، وفي عام 1996 عين الدكتور كمال الجنزوري رئيسا للوزارة بعد أن استمر الدكتور عاطف صدقي في الوزارة لمدة 13 عاما مسجلا رقما قياسيا في طول المدة على هذا المنصب. وبدأ دور الدكتور كمال الجنزوري في تنفيذ مشروعات كانت مقررة في خطط التنمية في غرب قناة السويس، وزراعة مساحات في سيناء ومشروع توشكى جنوبالوادي في الصحراء الغربية ومشروع شرق التفريعة. لكن مشروعاته التي بدأها لم تكتمل، وعين الدكتور عاطف عبيد رئيسا للوزراء، واستمر من عام 1999 الى يوليو 2004 واتسمت فترته بتزايد معدلات الفساد في مصر، وانتشارها بمختلف قطاعات الدولة، ومن أخطر قراراته تعويم الجنيه المصري، واستمر في تنفيذ برنامج الخصخصة الذي كان قد بدأه وهو وزيرا لقطاع الأعمال. وفجأة قفز الدكتور أحمد نظيف من الوزير رقم 30 "أى قبل الأخير" إلى رأس الوزارة الجديدة ، وتم تزاوج المال بالسلطة، ومن المفارقات أن تكون أهم إنجازات حكومة أحمد نظيف في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا هي نفسها الوسيلة الأساسية التي استخدمها الشباب في سرعة الاتصال وتحريك الجموع وإشعال الاحتجاجات والتظاهرات ونشر الرسائل التي أدت الى إسقاط مبارك . أما تعيين الفريق أحمد شفيق رئيسًا للوزراء فقد جاء في الوقت الضائع، ولم يكن مفيدا للنظام السابق، ولم يدم شفيق في موقعه طويلا، فقد استمر 12 يوما في عهد مبارك و20 يوما أخرى بعد قيام الثورة وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الأمور في مصر. وعقب استقالة، أحمد شفيق من رئاسة الوزراء رشح ميدان التحرير الدكتور عصام شرف ليكون أول رئيس للوزراء بعد الثورة يستمد شرعيته من الميدان الذى شهد جميع مراحلها ، ونتيجة لتزايد الارتباك والضبابية فى المشهد السياسى وتم تشكيل حكومة انقاذ وطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزورى الذى لاقى فى بادىء الامر مقاومة شديدة من المتظاهرين واصحاب المطالب الفئوية منعته حتى من دخول مبنى مجلس الوزراء إلا انه استمر فى عمله الى ان تم انتخاب رئيس الجمهورية الذى كلفه بالاستمرار فى عمله باعتبار ان حكومته حكومة لتسيير الاعمال الى ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة.