يتلخص تاريخ الدكتور كمال الجنزورى في أنه "رجل لكل العصور"، حيث بدأ سيرته مع المناصب الرسمية بالدولة عام 1974 عندما عين وكيلاً لوزارة التخطيط، وتنقل بعدها في مناصب عدة حتى عينه الرئيس محمد مرسى عصر اليوم مستشاراً له بعد منحه قلادة الجمهورية "تكريما له وتقديرا لجهوده في خدمة الوطن"، على حد تعبير بيان الرئاسة. الجنزورى الذي ولد بالمنوفية في 12 يناير 1933، يبلغ من العمر أكثر من 79 عاماً، وكان المجلس العسكري قد استعان به لتولى الحكومة سميت ب"حكومة الإنقاذ الوطني" بعد ثورة يناير عقب استقالة عصام شرف، واستمر بها ثمانية أشهر من 25 نوفمبر 2011، وحتى آخر يوليو الماضي. وبعد إسناد منصب مستشار الرئيس له يكون الجنزورى قد عاصر ثلاث رؤساء لمصر هم أنور السادات، وحسنى مبارك ومحمد مرسى رغم أن الأخير تولى بعد ثورة أطاحت بحكم الثاني. ورغم نشوب معركة كبيرة بين حزب الرئيس الحالي وحكومة الجنزوري واتهامه من رئيس مجلس الشعب المنحل بأنه هدده بحل الحكومة وفى عهد السادات تولى الجنزورى منصب وكيل وزارة التخطيط من 1974 إلى 1975، ثم محافظاً للوادي الجديد عام 76، ثم محافظاً لبنى سويف عام 77، وكان آخر منصب له في عهد السادات هو مدير معهد التخطيط عام 1977 أيضاً. وفى بداية عهد حسنى مبارك بعد مقتل السادات، دخل الجنزورى الحكومة لأول مرة كوزير لتخطيط عام 1982، ثم وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي عام 1984، بعدها عين نائباً لرئيس الوزراء على لطفي وقتها مع احتفاظه بوزارة التخطيط والتعاون الدولي. ثم عين أيضاً نائباً لرئيس الوزراء عاطف صدقي وقتها مع احتفاظه أيضاً بوزارة التخطيط. وفى يناير عام 1996 شكل الجنزورى الحكومة الأولى في تاريخه واستمرت ما يقرب من ثلاث سنوات انتهت في 5 أكتوبر1999، توارى بعدها عن الأضواء ولم يسمع به أحد إلا أنه كان يظهر في المؤتمرات السنوية للحزب الوطني المنحل رغم زعمه بأنه كان مغضوباً عليه من حسنى مبارك. وبعد قيام الثورة ظهر الجنزورى في أحاديث صحفية وتليفزيونية كأنه جزء من التاريخ، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يأتي رئيساً للحكومة بعد ثورة وليدة وهى في هذه السن المتقدمة، ولكن المجلس العسكري عينه رئيساً للحكومة في نوفمبر 2011 وقال أنه اقتنص صلاحيات كبيرة تصل إلى صلاحيات رئيس جمهورية، وبدأ الجنزوري عهده بصدام مع الثوار ودخل لمجلس الوزراء على دماء عشرات الضحايا الذين سقطوا في أحداث مجلس الوزراء وسط صمت جماعة الإخوان المسلمين لكن الصمت ما لبث أن تحول لصدام وشهدت فترته أزمة عاصفة مع البرلمان وجماعة الإخوان المسلمين التي أصرت وقتها على إقالته وأعلنت أنها مستعدة لتشكيل حكومة من بعده ووصل الأمر إلى حد أن الكتاتني رئيس مجلس الشعب عن الحرية والعدالة قال أن الجنزوري هدده بحل البرلمان وأن هناك قضية في أدراج الدستورية لحله .. كما دعت الجماعة لمليونيات للمطالبة بإقالته وتسليم السلطة. وبعد وصول الرئيس مرسي عادت الأمور سيرتها الأولى وقدم له الرئيس مرسى بعد انتخابه الشكر على "جهوده"، واليوم بعد إعلان الحكومة الجديدة برئاسة هشام قنديل منحه مرسى قلادة الجمهورية وأثنى على دوره في الفترة السابقة، ثم عينه مستشاراً له. محافظ للوادي وبني سويف في عهد السادات.. ووزيرا للتخطيط ورئيساً للوزارة في عهد المخلوع وبعد الثورة.. وأخيراً مستشاراً لمرسى عمره 79 عاماً.. وكان أول منصب رسمي له منذ 38 عاماً وكيلاً لوزارة التخطيط العسكري عينه رئيسا للحكومة..وبدأ عهده بصدام مع الثوار ومجزرة ونهاه بصدام مع الإخوان .. ومرسي منحه قلادة الجمهورية وعينه مستشاراً