فى عالم الصحافة.. يبذل الصحفى جهداً خارقاً لتوفير المعلومات الجديدة والآراء الجادة للقارئ.. وربما تحمل كلمة «انفراد» دلالة إيجابية للقارئ بأن صحيفته تأتى له بما لن يطالعه فى صحيفة أخرى.. غير أن ذات الكلمة تعد حياة كاملة للصحفى.. يقضيها لاهثاً وراء المعلومة الدقيقة، فى رحلة بحث دائمة لا تتوقف عن السبق والمصداقية والتفوق. من هذا المنطلق.. تبعث «الوطن» برسالة عتاب رقيقة للزميلة «المصرى اليوم» التى اعتادت خلال الفترة الأخيرة الافتئات على حقوق الزملاء الصحفيين فى «الوطن»، باقتباس انفرادات اجتهدوا فى الحصول عليها، وإعادة نشرها، دون الإشارة إلى أسبقية صحفيى «الوطن» فى كشفها، وهو سلوك مهنى غير مقبول، وكان مستهجناً ومرفوضاً دائماً فى مدونة أخلاقيات «المصرى اليوم» منذ تأسيسها. ونحن إذ نكشف ذلك الآن، إنما ندافع عن حق صحفيى «الوطن» الذين ساءهم هذا التصرف، إذ سبق واقتبست الزميلة «المصرى اليوم» تحقيقات النيابة فى قضية أحداث مكتب إرشاد الإخوان، بعد أن نشرتها «الوطن» بيومين، وقد تجاوزنا عن ذلك آنذاك حفاظاً على اعتبارات الزمالة، غير أن «المصرى اليوم»، أمس، تجاوزت حدود المسموح به فى النقل والاقتباس، حين نشرت فى عددها الصادر أمس «مانشيت» بالصفحة الأولى بعنوان («المصرى اليوم» تنشر نص التحقيقات فى قضية قتل متظاهرى الاتحادية.. مرسى يصرخ أمام النيابة «أنا رئيس شرعى.. أنا عندى حصانة»). وهى سقطة مهنية لا نقبلها للزميلة «المصرى اليوم»، إذ نشرت «الوطن» قبلها بيوم على صدر صفحتها الأولى فى عددها الصادر أمس الأول يوم الاثنين 2 سبتمبر نفس المانشيت للزميل وليد إسماعيل «مرسى يصرخ أثناء التحقيقات أنا الرئيس الشرعى ومش هاجاوب.. المعزول أُصيب بحالة من التوتر الشديد ورفض التوقيع على المحاضر»، وهو انفراد ما كان ينبغى -أخلاقياً- للزميلة العزيزة «المصرى اليوم» نقله واقتباسه دون الإشارة لحق الزميل الوليد إسماعيل و«الوطن». وما زاد الأمر سوءاً أن «المصرى اليوم» نشرت نصوصاً حرفية من تحقيقات قضية «قتل متظاهرى الاتحادية» سبق للزميل أحمد الخطيب نشرها كاملة على صفحات «الوطن» قبل 6 أشهر كاملة، حيث نشرتها «الوطن» على عدة حلقات، وبدأتها بصفحتين يوم 4 مارس 2013، وواصلت النشر على مدى عدة أيام، وصدرتها بعنوان على صفحتها الأولى يقول («الوطن» تنفرد بنشر تحقيقات النيابة فى قضية القتل والتعذيب على أبواب قصر الاتحادية)، وهو افتئات جديد وصارخ على حق الزميل الخطيب و«الوطن». ونحن إذ ندافع عن حقوق الزملاء الصحفيين «المحترمين» ب«الوطن»، إنما نناشد الزميلة «المصرى اليوم» عدم السطو على جهدهم وانفراداتهم، ولا نمانع فى النقل والاقتباس، ولكن نطالب بالالتزام بميثاق الشرف الصحفى وأخلاقيات المهنة، التى تقضى بالإشارة الواضحة إلى المصدر الأصلى للمعلومات... وكل الحب والود والاحترام للزميلة «المصرى اليوم»!