بعد انفراد "الوطن" بنشر كواليس الاجتماعات السرية لحملة الفريق أحمد شفيق، بعث الأستاذ عبد الله كمال رسالة إلى رئيس التحرير يرد فيها على ما جاء في الانفراد، وهذا نص ما جاء في رسالته.. الزميل الأستاذ /مجدى الجلاد خالص الاحترام والتقدير ...... لاعتبارات الزمالة، لك فى ذمتى (تهنئتين) لم تتح الأيام الماضية فرصة أن تصل الأولى منهما إليك.. وقد وجبت الثانية الآن. وأما الأولى فهى بمناسبة صدور جريدة (الوطن) اليافعة، التى تشق طريقها فى ساحة الصحافة المصرية.. متمنياً لك ولفريق العمل من الزملاء الأعزاء كل التوفيق. وأما الثانية فهى تتعلق بالسبق الصحفى الذى تميزت به (الوطن)، حيث نشرت بقلمك تقريراً موسعاً وتفصيلياً عن أحد اجتماعات حملة الفريق أحمد شفيق.. وكنت أنا أحد الحاضرين فيه وتناولت فى مضمونه وقائع مختلفة ذات صلة ببعض ما نسب إلىَّ أنى قلته فى الاجتماع. إن تهنئتى على هذا السبق لا تنفى أهمية أن أوضح بعض الأمور التى قد يثور حولها التباس، أو ربما لم يتوافر لها سياق أثناء استماعك أو قراءتك لما دار فى الاجتماع. وإذ أشكر إتاحة تلك الفرصة للتوضيح فإننى ألخص ما أريد قوله فى النقاط التالية: * أولاً: كشف اختراقك المعلوماتى لهذا الاجتماع غير المعلن أنى كنت أعمل فى حملة الفريق أحمد شفيق، وهو ما كنت أخفيه إعلامياً.. ولم يعلنه السيد الفريق لسبب جوهرى وجب شرحه الآن. ذلك أن تفاعلاتى السياسية والصحفية فى وقت سابق كانت لها أبعادٌ، رأى فريق الحملة -ورأيت أيضاً- أنها قد تؤثر على مسارها فى ذات الوقت الذى رغبت الحملة فى أن تستعين بجهدى لأسباب مهنية ليس من أخلاق التواضع أن أتحدث أنا عنها. لقد قبلت وحرصت على أن أكون مستشاراً فى الظل، موفراً على الحملة أن تتفرغ لما هو أهم من افتعال اشتباكات تتعلق بى.. بينما علينا أن نركز على تأكيد وترسيخ صفات المرشح المحترم الذى نفخر أننا كنا نعمل معه ومن أجل فوزه. * ثانياً: لقد كتبت فى مقدمة (سبقك الصحفى المميز) أن هذه الحملة الانتخابية الرئاسية بوجهها العام كانت هى الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط وتكتسب أهمية تاريخية كبيرة. ولعلى أدركت ذلك مبكراً وتمسكت به.. إلى أن أتاح لى هذا مهنياً فرصة كبيرة للمشاركة فى حملة الفريق شفيق التى ضمت عناصر مختلفة وأسماء عديدة فى مختلف أنحاء مصر وكذلك الاطلاع على خلفيات وكواليس وتفاصيل حملات المنافسين ال13 الآخرين.. وربما كانت تلك مناسبة لأن أعلن أننى استأذنت السيد الفريق - باعتبارى كنت أعمل فى حملته - فى أن أكتب تأريخاً لما جرى فى الحملة وما حولها فى كتاب وضعت له عنواناً مؤقتاً هو: (الخاسر الفائز - خفايا الحملة الانتخابية للفريق أحمد شفيق). * ثالثا: لعل قارئك العزيز يلحظ أن السيد الفريق لم يقل حرفاً بشكل سلبى عن أى من الأشخاص الذين تطرق إليهم الحديث، وكلهم شخصيات فاضلة، سواء كانت فى موقع التحالف، أو منطقة بناء التحالف، أو فى نطاق الخصوم السياسيين. وقد عهدنا منه هذه اللياقة التى حرص عليها. وهو حين قال إنه يرفض أن يوقع على ما سُمى وقتها بوثيقة العهد مع موافقته على ما ورد فيها كان يقصد أنه لا يمكن لمن سيكون رئيساً إلا أن يكون خاضعاً للدستور والقانون وليس لوثيقة صورية.. مع إقراره بمبادئها. * رابعاً: استخدمت من جانبك فى بداية مقدمة هذا السبق الصحفى كلمة (تلقين) توصيفاً لطبيعة الاجتماع، وربما يكون هذا تقديرك الشخصى، ومن جانبى فإننى كنت لأقترح عليك بأن تصفها بأنها (جلسة تحضير)، وهو نوع معروف من الجلسات فى الحملات الكبرى يستمع فيه المرشح إلى مستشاريه واقتراحاتهم، وهو ما كان يحرص عليه السيد الفريق، مرسخاً حالة انفتاحه واستفادته من الطاقات المختلفة. وليس خافياً عنك بالطبع أنه كان يقضى ما لا يقل عن 20 ساعة من الاجتماعات فى كل يوم. * خامساً: تناول (سبقك الصحفى) مجموعة وقائع أعتقد أن علىَّ أن أوضح ما يخصها.. ومن ذلك أن حضور الاجتماع كانوا هم الزملاء والأصدقاء الأعزاء: الدكتور محمد كمال، الأستاذ محمود بركة، الأستاذ شريف المنسى، المهندس أحمد سرحان، السيدة الإعلامية يسرية رجب، السيدة متخصصة العلاقات العامة رانيا فودة. ولعلك فى الإشارة إلى من وصفتها بالسيدة القيادية فى الحملة كنت تقصد الزميلة رانيا فودة وهى زوجة الأستاذ محمود بركة ودورها معروف فى الحملة. ومن المؤكد أننى لم (أنهر) أحداً فى الاجتماع، فليست لى هذه الحيثية ولا أستخدم هذا الأسلوب، وإنما كنت أقوم بحديث خفيف الظل عالى الصوت مع زميل كنا نرى أنه أسمع الفريق شفيق خبراً قد أساء إلى مزاجه العام قبل تسجيل البرنامج. * سادساً: نقل التسجيل الذى استندت إليه عبارات منسوبة إلىَّ تخص الأستاذ الزميل أسامة هيكل، ويهمنى هنا أن أعرب عن تقديرى الكامل له، وهو ما يبدو أنه لم يتح لى التعبير عنه فى الفترة الأخيرة. * سابعاً: للأسف الشديد حدث لبس فيما يتعلق بالواقعة المنسوبة إلىَّ بخصوص حديثى عن الأستاذ هيثم أبوخليل الحقوقى المعروف والإخوانى السابق، ذلك أنه إذا كان قد سبق لنا التعارف بالتراسل، فإنه لم يحدث بيننا لقاء أو اتصال، وأعتقد أن ما كنت أتكلم عنه بخصوصه كان منقولاً من جانبى عن أحد تعليقاته فى الشبكات الاجتماعية.. رأيت أنه من الواجب الاستفادة منه.. دون أن يكون بينى وبينه اتصال. أخيراً.. أشكر إليكم إتاحة هذه الفرصة للتعليق، مع احتفاظى بحقين.. الأول أن لدىَّ روايتى الخاصة لهذا الاجتماع واجتماعات أخرى فى سياق الحملة والحملات الموازية. والثانى هو أنه كما أشدت بالسبق الصحفى ل(الوطن) لا بد أن أوجه إشادة خاصة إلى الزميل الدكتور أحمد محمود على لمساته الفنية فى إخراج صفحات جريدتكم الكريمة وفى صدارتها هذا السبق الصحفى المميز. كل التقدير عبدالله كمال كاتب سياسى - مستشار «الرأى» الكويتية بالقاهرة