«مافيش رمضان من غير زينة».. حسين ومصطفى طفلان لم يتخطيا الحادية عشرة. قررا أن يكملا مسيرة أخويهما اللذين قالا لهما فجأة: «مالناش دعوة»، فقررا تحمل مسئولية الزينة. «حاللو يا حاللو.. رمضان كريم يا حاللو»: تغنى بها فريق مكون من ستة أطفال يرأسهم حسين ومصطفى ومعهما إسلام وحمو وكيكو وإبراهيم. الستة تجمعوا فى شارعهم فى حى زنين ببولاق الدكرور: «قسمنا نفسنا على البيوت ومن كل بيت بناخد 3 جنيه، الثلاتة جنيه مبلغ كبير من وجهة نظر أصحاب الشقق.. كانوا بيسألونا: انتوا هتاخدوا أجرة ولا ده حساب الزينة. فيه ناس بتقفل فى وشنا الباب وناس بتدفع خمسة جنيه بدل تلاتة». لم يتوقعوا ردود فعل سكان الشارع، فمعظم الناس فى هذا الحى الشعبى فقراء ينتظرون نفحات الشهر وليس زينته: «حالهم من حالنا.. بس كل واحد وطاقته». الجنيهات القليلة التى يجمعها هؤلاء الصغار ليست للزينة فقط: «بنشترى لمبات لزوم الإضاءة، بنشيل اللمبات لرمضان اللى بعده بس فيه هالك بيتعوض فى السنة الجاية». زينة رمضان أنواع، منها الجاهز ومنها «التفصيل»، وهو ما يشتريه هؤلاء الصغار، فإسلام، مسئول شراء الزينة، يرفض الزينة الجاهزة: «بنفرح واحنا بنقصها ونلزقها ونعملها أحبال ونعلقها». «جايبين لنا زينة سودا، فيه حد يجيب زينة سودا لرمضان»!. نادت عليهم سيدة أربعينية علق طرف الزينة فى بلكونتها: «ده علم مصر يا خالتى أم شادية». اختاروا علم مصر ليكون زينة رمضان هذا العام بألوانه الأبيض والأحمر والأسود، «علم مصر السنة دى هو موضة الزينة وأغلى نوع». «خمسة جنيه للعشرة متر»، سعر الجملة الذى يشترى به أطفال «زنين» زينة رمضان: «لو مش هناكل هنشترى الزينة.. والله بعودة يا رمضان».