سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة عمال «غزل المحلة» تدخل نفقاً مظلماً بعد رفضهم عرضاً من محافظ الغربية «عبدالجليل»: الإخوان تدخلوا لإنهاء الاعتصام بالقوة.. والرئاسة ستستقبل ممثلين عنا.. و«إبراهيم»: الإضراب مستمر لحين تحقيق المطالب كاملة
دخلت أزمة عمال شركة غزل المحلة أسبوعها الثانى، وواصل العمال إضرابهم عن العمل واعتصامهم بمقر الشركة، ورفض العمال، أمس، العرض الذى قدمه لهم المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، بصرف 6 شهور ونصف الشهر حوافز، و220 جنيها بدلا يضاف إلى المرتب، وإعادة هيكلة القطاع الطبى فى المستشفى التابع للشركة. وهو ما انقسم بشأنه العمال بين مؤيد ورافض لفض الاعتصام لحين استكمال جميع مطالبهم. ودخلت جماعة الإخوان المسلمين على خط الأزمة؛ إذ حاول العمال المنتمون للجماعة إنهاء الاعتصام بالقوة، ودخلوا عنابر الشركة لتشغيل الآلات والماكينات، مما أدى إلى مشادات بينهم وبين المتمسكين بالاعتصام كادت تتطور إلى اشتباكات بين الطرفين. على الصعيد السياسى، بادرت رئاسة الجمهورية بالتدخل لحل الأزمة للمرة الأولى منذ نشوبها، وقررت استقبال ممثلين للعمال للاستماع إلى مطالبهم، وقال محمود عبدالجليل، القيادى بشركة غزل المحلة، ل«الوطن»: «العمال تصدوا أمس للمنتمين إلى الإخوان المسلمين، الذين حاولوا إنهاء الإضراب والاعتصام، والعودة للعمل، قبل الاستجابة لمطالبهم كاملة». وأضاف: «إن قيادات من الإخوان وحزب الحرية والعدالة جمعوا العمال التابعين لهم، وحاولوا الدخول إلى عنابر الشركة لتشغيل الآلات والماكينات، إلا أن العمال تصدوا لهم، وأفشلوا المخطط الإخوانى، وحدثت مشادات ومناوشات بين الطرفين، وكاد الأمر يتطور إلى معارك عنيفة داخل العنابر، لكنه انتهى بطرد الموالين للإخوان خارج مقر الشركة». وأوضح عبدالجليل أن زيارة وفد المحافظة للمعتصمين كانت تهدف إلى عرض المكاسب التى حصل عليها المحافظ للعمال، التى كانت على رأس مطالبهم، وتابع: «وفد المحافظة أخبرنا بأنه سيجرى صرف 6 شهور ونصف الشهر حوافز، على أن تصرف الدفعة الأولى منها بقيمة شهر ونصف الشهر خلال شهر رمضان، ومثلها قبل عيد الفطر، وتصرف 3 شهور ونصف الشهر قبل نهاية العام الحالى، إلا أن العمال رفضوا العرض وأصروا على ضرورة الاستجابة لمطالبهم كاملة». وأكد عبدالجليل أن وفداً يضم 3 من القيادات العمالية، هم: وائل حبيب وكمال فيومى وناجى حيدر، توجهوا أمسإلى القصر الرئاسى للتفاوض مع الرئيس محمد مرسى، حول المطالب، بعد أن قام خالد على، مرشح الرئاسة الخاسر، بالاتصال بالمستشار القانونى للرئيس، ومطالبته بحل أزمة عمال غزل المحلة. يأتى هذا فيما أرسل عبدالفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج، خطاباً إلى الرئيس، طالبه بالتدخل والضغط على الحكومة لحل أزمة قطاع النسيج، وغزل المحلة بشكل خاص، وأكد إبراهيم ل«الوطن» أن حكومة عصام شرف وعدت بعقد مؤتمر عام لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج فى موعد أقصاه 30 نوفمبر 2011، إلا أن هذا لم يتم حتى الآن، وهو الأمر الذى أدى إلى تراجع عملية الإنتاج بشركات الغزل والنسيج، فى القطاعين العام والخاص. وأوضح أن بعض شركات القطاع الخاص مهددة بالتوقف عن العمل، لصعوبة تدبير الموارد المالية ومستلزمات الإنتاج، مما يهدد العملية الإنتاجية، وأضاف: «رغم تحذيراتنا أكثر من مرة من صعوبة الموقف داخل الشركات فإن أحداً لم يستجب»، مشدداً على أن اعتصام العاملين بشركة غزل المحلة وباقى الشركات جاء نتيجة اليأس من الحكومة التى تجاهلت هذه الصناعة. وكشف رضا سلطان، عضو اللجنة النقابية بغزل المحلة، عن أن العرض الذى أتى به محافظ الغربية تسبب فى إثارة الخلاف بين صفوف العمال؛ حيث طالب قطاع من العمال بقبول العرض والعودة للعمل وإنهاء الإضراب، فى حين رفضت قطاعات أخرى العرض، وأكدت أن الإضراب عن العمل والاعتصام فى مقر الشركة مستمران، حتى تجرى تلبية جميع مطالبهم. وأكد عضو اللجنة النقابية أن ال6 شهور ونصف الشهر، التى جاء بها المحافظ، لا تلبى مطالب العمال، وأنهم لن يفضوا الإضراب والاعتصام قبل الاستجابة لجميع المطالب، ومنها ضم مبلغ ال220 جنيها التى تصرف للعمال كبدلات إلى الحافز الشهرى بدءاً من أول يوليو، وزيادة مكافأة نهاية الخدمة إلى 3 أشهر بدلا من شهر واحد. وقال رضا سلطان: «فى أى شرع أو قانون يحصل العامل الذى قضى 40 سنة خدمة فى الشركة على 25 ألفاً وهو خارج إلى المعاش؟ فهذا مبلغ هزيل لا يكفى لتجهيز ابنة أى عامل تستعد للزواج»، مطالباً رئيس الجمهورية والحكومة بتعيين وزير للغزل والنسيج، يهتم بهذه الصناعة الاستراتيجية، وتكون مهمته تنميتها وتحديثها، وضخ استثمارات جديدة، حتى لا تنهار وتموت، ويتشرد العمال، وهو بلا شك سيؤثر على اقتصاد البلاد. من جانب آخر، اعتدى عدد من البلطجية على عمال مصنع السامولى بالمحلة، بعد إعلانهم الاعتصام اعتراضاً على قرار غلق الشركة لمدة أسبوع خصماً من الإجازة السنوية، وقام البلطجية بإطلاق النيران على العمال، مما أدى إلى استشهاد العامل أحمد حسنى وإصابة 4 آخرين، هم: مصطفى عبدالحكيم، وقاسم أحمد، وعزت عوض، وعاطف عبدالحليم، وتم نقلهم لمستشفى المحلة العام، ونجح العمال فى القبض على أحد البلطجية، وبحوزته الأسلحة، وسلموه إلى الشرطة التى كانت حاضرة أثناء الواقعة ولم تتحرك لفعل شىء.