أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم، سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، مبديا رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أنه يعمل على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد "داعش"، في خطوة استدعت تنديد أنقرةودمشق وطهران. وأبدى الائتلاف المعارض في بيان منه، إدانته "المخطط الأمريكي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرق سوريا"، معلنا "رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع"، مشددا على "أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي". وأكد الائتلاف، أنه "ليس مقبولا وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال". وحققت وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، بدعم أمريكي، سلسلة انتصارات بارزة ضد "داعش"، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقا في سوريا. وتحمل المعارضة السورية على المقاتلين الأكراد، وقوفهم على الحياد منذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011 وعدم تصديهم لقوات النظام السوري. وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فيدرالي في 3 مناطق شمال البلاد. وبحسب التحالف الدولي، من المقرر أن يكون نصف عديد القوة الأمنية من عناصر قوات سوريا الديموقراطية، والنصف الآخر من مقاتلين سيتم تجنيدهم، على أن يتمركزوا "على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة". وإثر إعلان التحالف، اعتبرت أنقرة أن واشنطن بهذه الخطوة "تعطي شرعية لمنظمة إرهابية"، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم "إرهابيين". وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتدمير "أوكار الإرهابيين" في شمال سوريا. وأعلنت دمشق، أن "سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أمريكية خائنا للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس".