اعتبر الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، أن شهر رمضان هو الأنسب لتحقيق المصالحة الوطنية بين كل القوى السياسية والثورية. وشدد فى حواره ل«الوطن» على ضرورة أن تكون المصالحة بين الجميع، بداية من رئيس الجمهورية إلى أصغر عامل فى الدولة، حتى تستقيم الأمور وتعود عجلة الإنتاج والتنمية للدوران. * بداية.. كيف ترى مطالبة الكثيرين بإجراء مصالحة عامة بين قوى الشعب فى أول شهر للصوم فى عهد الرئيس محمد مرسى؟ - المصالحة الوطنية واجب دينى ومقدس فى هذه المرحلة، خاصة فى رمضان، ومن يقف حجر عثرة ضد تحقيقها آثم وحسابه عند الله عظيم وكبير، لأن المصلحة العامة تقتضى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وأن تسود ثقافة التسامح، حتى لا يظل الوطن يترنح بين هذا وذاك، وتتوقف عجلة التنمية عن الدوران. * لو وقفت على منبر الآن.. ماذا تقول؟ - سأستعين بمقولة إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله «الثائر الحق يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبنى الأمجاد، ثم يجمع الناس معه ويقربهم منه». * ما دور الدعاة فى هذا الصدد؟ - عليهم دور كبير فى لم شمل الناس وتوحيد صفوفهم لخدمة الوطن وإعلاء الصالح العام ونسيان الخلافات والمصالح الحزبية الضيقة وإذابة جبال الجليد بين أبناء الوطن، فضلا عن دعم أواصر الوحدة والائتلاف بين أفراد الأسرة الواحدة وإنهاء الخصومات الحالية، لأننا فى مرحلة بناء تستوجب على الجميع الالتحام والتكاتف. * دعوات «تطوير الخطاب الدينى» مستمرة بين مؤيد ومعارض.. ما وجهة نظرك فى هذا التجديد؟ - الدعوات لتطوير وتجديد الخطاب الدينى ترجع إلى ما استُجد على ساحة الحياة من أمور لم تكن موجودة من قبل، مثل البنوك والمؤسسات المصرفية و«الاستنساخ»، ولا بد للخطاب الدينى أن يساير هذه المستجدات، ويعرض الرأى الشرعى فيها بما يتوافق مع نصوص كتاب الله وسنة نبيه، ثم السلف الصالح. * ما الذى يفتقر إليه الأئمة ليكونوا على المستوى المطلوب لهذه المهمة؟ - الأئمة الموجودون على الساحة حاليا فيهم الجيد وفيهم المبتدئ، ووزارة الأوقاف لا تدخر جهدا فى تطوير أداء الدعاة المنضمين حديثا إلى حقل الدعوة من خلال عقد دورات تدريبية لهم على مستوى راق، لكن على الداعية أيضا أن ينمى قدراته بملكاته الخاصة والاطلاع. * ماذا كانت وصاياك لتطوير التعليم الأزهرى عندما توليت رئاسة وحدة التعليم الأزهرى فى المجالس القومية المتخصصة؟ - طالبنا بإعادة النظام القديم فى الثانوية الأزهرية من خلال عودة «سنة رابعة ثانوى» الملغاة وإلزام الطلبة بدراسة كتب التراث، وخاطبنا الجهات المختصة بذلك. كما نادينا بعودة الكتب القديمة بدلا من الحديثة، التى وضعها الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق رحمه الله، وساهمت فى «تسطيح» عقول الطلاب، وبالتالى يجب العودة إلى كتب التراث مع تقديم شروح لها، وأنا عموما مع الحفاظ على التراث والمعاصرة معا. * يزعم بعض أعداء الإسلام أن السنة النبوية تحتوى على أحاديث «لا تتماشى مع العصر».. فما ردكم؟ - كلام ليس فى محله، فأحاديث البخارى التى يتهمها البعض بأنها «غير صحيحة» أو لا تتماشى مع العصر الحالى مثل «حديث الذبابة» هى فى الواقع أحاديث صحيحة، وحديث الذبابة بالذات صحيح، لكن ليس كل الأمور تُقال أمام عامة الناس، والرسول يحثنا على الأخذ بالحديث فى حال الضرورة، وهناك علماء ألمان أكدوا -بعد إجراء عدة أبحاث- أن أحد أجنحة الذبابة يحتوى على داء، ويحتوى الآخر على دواء. * من يقف -فى رأيكم- وراء حملات التشكيك فى السنة النبوية؟ - هناك أياد خارجية مشبوهة تسعى للطعن فى الدين وتشكيك المسلمين والعالم فى عقيدة الإسلام، بعد أن ازداد عدد معتنقى الدين الإسلامى، علاوة على وجود «جهلة» فى الداخل لا يفهمون أمور دينهم. ومن يشكك فى حديث ما من «القرآنيين» أو غيرهم أقول له «اقرأ الشروح قبل أن تصدر الحكم المبنى على جهل بغرض النيل من السنة، وبعدها اقرأ كتاب الله».
