بعد رومانتيكيات "مهند ونور"، تحولت مريم أوزرلي بطلة المسلسل التركي الشهير "حريم السلطان"، إلى أسطورة، وعلى الرغم من مزيج المشاعر الرافضة والمؤيدة لشخصية "هويام" التى تؤديها في المسلسل، فإن مريم "الألمانية التركية" أصبحت محور الجدل والإعجاب والحديث سواء في تركيا أو في الدول العربية. ونجحت "الوطن" في إجراء أول حوار لصحيفة عربية مع مريم أوزرلى، عبر الإنترنت، لتكشف فيه كيف انقلبت حياتها رأسا على عقب، بعد حريم السلطان، رغم أنها سبق أن شاركت فى بطولات مسلسلات ألمانية، مثل دورها في مسلسل "حادث الإثنين" الذي حقق نجاحا لا بأس به، إلا أنها لم تحقق نجاحا حقيقيا إلا بعد أن عادت لوطنها الاصلي. تقول مريم: "عندما تلقيت مكالمة من تركيا ترشحني للعمل في مسلسل، كنت أجلس في شقتي ببرلين أفكر فيما يمكنني أن أقدمه بعد انتهائى من تصوير دوري في المسلسل الألماني "النائب العام"، وعندما سألت شركة الإنتاج عن سبب اختيارى قالوا إن أحد أقاربى هو الذي اقترح اسمى على المنتج، إذ كانوا يبحثون عن ممثلة تجسد شخصية "هويام خانوم" بطلة العمل، وبمجرد أن رآنى المنتج ومخرج المسلسل قرروا إسناد الدور لى، فسافرت سريعا إلى كاسل، وعلى عجل جهزت حقيبة بها بعض الملابس، وعدت سريعا إلى اسطنبول لتصوير المسلسل. وعن طبيعة الشخصية المثيرة للجدل، تقول مريم: ألعب دور جارية أوكرانية اسمها الحقيقي "روكسيلانه"، تعرضت للأسر في القرن السادس عشر، وأهديت للسلطان العثماني "سليمان القانوني"، واستطاعت بذكائها أن تستحوذ على قلبه لتصبح خليلته، ثم زوجته وأم ابنه "سليم" أبرز سلاطين الدولة العثمانية فيما بعد. "لم أكن أعرف شيئا عن هذه القصة التاريخية، وكان المسلسل تحديا كبيرا بالنسبة لي، فأنا ولدت في مدينة "كاسل" الألمانية لأب تركي، وأم ألمانية، وأدرك في الوقت ذاته قدر الاحترام الذي يسكن في قلوب الأتراك تجاه الدولة العثمانية" وتضيف مريم "المشكلة أن هذه اطلالتي الأولى علي الجمهور التركي، والبعض ربط بيني و"روكسيلانه" بذاتها، وأخذ مني موقفا شخصيا بسببها، خاصة ان هذه الشخصية معقدة للغاية، فهي لامرأة بألف وجه، ويمكن القول إنها كانت قنبلة موقوتة". وتكشف مريم أن أصعب ما في المسلسل كان عائق اللغة "تركيا بلد غريب بالنسبة لي لم أعتد زيارتها، ولذلك فلغتي التركية ضعيفة، حتي إن السيناريو كان بالنسبة لى مثل المعجم". وتدافع عن نفسها إزاء ردود الأفعال السلبية في تركيا حول دورها في المسلسل، قائلة "هذه الآراء لم تراع أننى بعيدة تماما عن تركيا، وأننى اجتهدت قدر المستطاع، ولكن ما أحزننى أن الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل حصلت على تقييم سلبي بنسبة 50%". وتصف مريم الهجوم الذي تعرض له المسلسل بسبب سرده وقائع تاريخية خاصة بالسلطان "سليمان" بأنه كان هجوما مبالغا فيه، وتقول "كان غريبا أن تتلقى الرقابة التركية 80 ألف شكوى بسبب لقطات في المسلسل، او ان تتهم قيادات في حكومة أنقره القناة بعدم احترام سيرة شخصية تاريخية كبيرة، أو ان يرشق بعض المتظاهرين مبنى القناة بالبيض، الي درجة أننى قرأت أن بعض النقاد انتقدوا المشهد الذي رقصت فيه أمام السلطان، وقالوا أنني أظهرت "الحرملك" على أنه بيت للدعارة، ولا أنكر أننى شعرت بالخوف مما حدث، لانهم أعطوا للمسلسل أبعادا أكبر مما يحتملها، وهو الامر الذي جعلني عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع تقييم كل ما يحدث". وعن تهديد السلطات الرسمية التركية بمنع عرض المسلسل، قالت أوزرلي: "الخوف لم يكن كبيرا، لكنه كان موجودا، وانتهي الامر الان وحاليا أصور الجزء الثاني من المسلسل، وأحاول أن أبعد الخوف عن تفكيري، وأركز في عملي جيدا، خاصة أن القوانين توفر درجة عالية من الحماية للعمل الفني، لكن الخوف من منع العرض ما زال قائما بين فريق العمل، ونحن جميعا قدمنا الكثير من الوقت، والكثير من الحب، والكثير من العشق لهذا العمل، لذلك سيكون جميلا أن يستمر لبعض الوقت بشكل جيد". ولأن نجاح المسلسل في الوطن العربي، كان مفاجئا، تقول مريم:" نجاح المسلسل عربيا فاق التوقعات كما أنه لم يتعرض لنفس القدر من النقد الذي تعرض له في تركيا، في العالم العربي الجمهور تلقى المسلسل كعمل فني خالص، دون أن يشغلوا أنفسهم بتفاصيل أخرى قد تفسد عليهم متعة المشاهدة، وهذا أقصى ما أتمناه". مريم التي تهوى السباحة والتنس والرقص، من مواليد مدينة "كاسل" الألمانية، وتلقت فيها دورة تدريبية في التمثيل لمدة عام، بعدها سافرت إلى هامبورج ودرست التمثيل مجددا لمدة 3 سنوات، انتهت في 2003، لتشارك بعد ذلك في مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة، و 4 مسرحيات وفيلم سينمائي وحيد، كل هذا في الفترة التي سبقت سفرها إلى تركيا. تعتبر مريم أن إقامتها في تركيا مؤقتة، لأنها تنوي العودة سريعا بعد الانتهاء من تصوير الجزء الثاني، وتقول: "ما زالت أمامي سنتان حتي أعود إلى مدينتي الجميلة "كاسل" فأنا في تركيا لا أشعر بأي خصوصية، وعندما يراني الناس في الشارع يركضون نحوي، ويسألونني عن أحداث الحلقة المقبلة، وأحيانا يطلبون معانقتي، أما في ألمانيا فأتجول دون أن يعرفني أحد، وهذا شيء جميل وممتع".