تواصلت المظاهرات الإيرانية، اليوم، لتدخل يومها السابع على التوالى، فى وقت بدأ أنصار النظام الإيرانى الاحتشاد فى عدد من ساحات المدن دعماً له ضد المحتجين. وركزت المظاهرات المعارضة على ضرورة إسقاط القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه بما فى ذلك المرشد على خامنئى، مع تداول فيديوهات يتم خلالها حرق صور له إلى جانب مرشد إيران الراحل «الخمينى»، بعد اتهام «خامنئى» المتظاهرين بأنهم «أعداء إيران» الذين يعمدون إلى إثارة الاضطرابات فى البلاد. وشهد عدد من المدن، مساء أمس، اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وذكرت قناة «العربية» أنه تم نشر وحدات الشرطة الخاصة فى المناطق التى شهدت اشتباكات مساء أمس فى العاصمة «طهران»، خاصة فى ساحة «انقلاب» وشارع «ولى عصر». وأظهرت مقاطع فيديو المحتجين المشتبكين مع قوات الأمن وهم يهتفون بالمطالبة بالاستفتاء تحت إشراف الأممالمتحدة. ووفق قناة «العربية»، بدأ المحتجون بحرق الحوزات العلمية التى تخرج رجال الدين الشيعة أو الملالى الحاكمين فى إيران، خاصة فى مدينة «خمينى شهر» بمحافظة «أصفهان». وفى مدينة «الأحواز» العربية، جنوب غرب إيران، تظاهر المئات وهتفوا برحيل المرشد الإيرانى بقولهم: «اسمح لنا يا سيد على.. حان وقت رحيلك». وذكر الموقع الإلكترونى للتليفزيون الحكومى أن شخصين أطلقا النار فى محافظة «أصفهان» على مركز للشرطة بالقرب من البلدية ومصرف فى مدينة «لينجان»، لكن الحادث لم يسفر عن إصابات. قوات خاصة تنتشر فى «طهران».. والمحتجون يحرقون صور «المرشد» رداً على اتهاماته.. ومستشار «الأهرام للدراسات»: تصاعد المظاهرات يدفع نحو حرب أهلية فى المقابل، احتشد الآلاف، صباح اليوم، فى الساحات العامة لعدد من المدن الإيرانية، لدعم الحكومة فى إيران، والتنديد بالاحتجاجات المستمرة فى البلاد منذ أسبوع للاعتراض على الأوضاع الاقتصادية. وذكر التليفزيون الرسمى الإيرانى أن «الآلاف تجمعوا فى الساحات العامة فى كل من مدينة أراك وأحواز وجرجان وإيلام دعماً للنظام الإسلامى فى إيران». ورفع المشاركون أعلام إيران وصوراً لمرشد إيران على خامنئى. وهتف المشاركون ضد من وصفوهم ب«مثيرى الشغب بالبلاد»، معتبرين أن كل من خرج فى المظاهرات هو من «مثيرى الفتنة وأتباع الشيطان الأكبر». وواصلت السلطات الإيرانية حملة الاعتقالات فى صفوف المعارضين، وأعلن قائم مقام محافظة «همدان» الإيرانية على تعالى، أنه تم اعتقال ما يزيد على 150 شخصاً من عناصر المعارضة فى المدينة خلال الأيام الماضية. من جهته، قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور حسن أبوطالب، فى اتصال ل«الوطن»، إن «خروج مظاهرات مؤيدة للنظام فى إيران هو تكتيك تم اللجوء إليه فى حالات مشابهة، بهدف تصدير صورة مفادها أن الشارع ليس للمعارضين وحدهم». وأضاف: «ولكن فكرة خروج مؤيدين للنظام فى الوقت الذى تتواصل فيه المظاهرات المعارضة للنظام يفتح الباب أمام حدوث اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين، وبكل الأحوال فإن تلك الاشتباكات إن وقعت تسقط من هيبة النظام». وقال «أبوطالب»: «أعتقد أنه مع تصاعد حدة المظاهرات ضد النظام الإيرانى، سيدفع النظام بقوات الباسيج وربما عناصر من قوات الحرس الثورى للدفاع عن النظام، وفى الوقت ذاته حماية المؤسسات العامة، وبالتالى مع تصاعد زخم المظاهرات والاحتجاجات، فإن هذا يفتح الباب أمام سيناريو الحرب الأهلية، لأن النظام لن يسقط بسهولة أو يسلم بهذه الطريقة». وتابع: «السيناريو الأخير أى الحرب الأهلية هذا ما أتوقعه إذا تصاعد زخم المظاهرات، ومن الممكن أن تقل حدة المظاهرات إذا ما حاول النظام الاستجابة سريعاً لمطالب المحتجين وقدم ما يرضى تطلعاتهم». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس، فى بيان مساء أمس، عن أسفه إزاء مقتل المشاركين فى المظاهرات الاحتجاجية فى إيران، وحث النظام الإيرانى على احترام حقوق الشعب الإيرانى فى التعبير عن آرائه بحرية وعقد التجمعات السلمية. وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: «نأسف على الأرواح التى فقدت ونأمل أن يتم الامتناع عن استخدام المزيد من العنف». وأضاف: «نتوقع أن يتم احترام الشعب الإيرانى وحقه فى التعبير عن آرائه واحترام التجمعات السلمية». من جانب آخر، قال على أكبر ولايتى، مستشار «خامنئى»، مساء أمس، إن «طهران» لم ولن تخضع للذل، مؤكداً أن الفتن لن تستمر وسيتعزز نفوذ إيران فى المنطقة، على حد قوله. وأشار «ولايتى»، فى حديث له، إلى الاحتجاجات التى تشهدها البلاد، مبيناً أن «الأعداء قد كشفوا أوراقهم خلال الفتنة الجديدة أسرع من فتنة عام 2009». وأضاف أن «إيران التى ترفع راية المقاومة ستقوم باقتلاع جذور الصهاينة فى المنطقة»، متابعاً: «إيران لم ولن تخضع للذل، وإن الكشف عن الطبيعة الحقيقية للأعداء هى من ألطاف الله، ومرة أخرى سيتم الكشف عن طبيعتهم».