أكد عمال شركة غزل المحلة أن اليوم الجمعة هو موعد «الحسم والحساب والمواجهة»، مع رئيس الجمهورية والحكومة وأجهزة الدولة، بسبب ما سموها «سياسة المماطلة والتسويف بهدف الضغط على العمال لتخفيض سقف مطالبهم»، وشددوا على أنهم سيخرجون اليوم إلى شوارع المحلة فى مظاهرات حاشدة، إذا لم يستجب لمطالبهم وعلى رأسها صرف مكافأة نهاية الخدمة والحوافز والأرباح، وإقالة فؤاد عبدالعليم رئيس الشركة القابضة، وتسريح جيش المستشارين الذين يحصلون من الشركة القابضة على أجور باهظة رغم عدم الحاجة إليهم، بعد تعيينهم بالمحسوبية والمجاملة. وقالت وداد الدمرداش إحدى أبرز القيادات العمالية فى غزل المحلة، ل«الوطن»: إن المفاوضات محاولة لاستنزاف جهد وطاقة العمال، وليس هناك نية حقيقية وصادقة للاستجابة لمطالبنا المشروعة، وأشارت إلى أن الحكومة بدلا من أن تستجيب للمطلب الأساسى بعزل وإقالة فؤاد عبدالعليم رئيس الشركة القابضة بصفته المسئول الأول عن كوارث شركة غزل المحلة وجميع الكوارث التى وقعت فى قطاع الغزل والنسيج، إلا أنها «تركت الحمار واتشطرت على البردعة»، وأقالت رئيس الشئون القانونية ورئيس إدارة شئون الأفراد، ورئيس إدارة البيع والتسويق الخارجى، فى حين استمر عبدالعليم على مقعده بعد أن «خربها وقعد على تلها»، رغم أن سنه تعدت ال 68 عاماً، حسب قولها. وأضافت أن «المفاوضات مع محافظ الغربية لم تأت بمكاسب ترضى العمال، ولم يستجب للمطالب الخاصة بمكافأة نهاية الخدمة، كما لم يجر إقرار ما يطلبه العمال بخصوص الأرباح والحوافز، ولهذه الأسباب فإن خطة الخروج للتظاهر واستمرار المظاهرات والاعتصام ستستمر، رغم أن عددا قليلا من العمال العملاء لفؤاد عبدالعليم أعلنوا موافقتهم على الفتات التى أسفر عنها التفاوض مع محافظ الغربية، ويحاولون زرع الانقسامات والفتن بين العمال المضربين عن العمل والمعتصمين فى مقر الشركة، إلا أن جموع العمال ينجحون دائماً فى إجهاض مؤامراته هو وعملائه». وشددت «وداد» على أن جهات الأمن التابعة للدولة لا تتدخل على الإطلاق فى أى شأن يخص العمال ولا تحاول عرقلة الاعتصام ولا تمارس أى تحرش بهم، وأعربت عن دهشتها من استمرار الحكومة فى سياسة العناد ضد العمال رغم أن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك سقط وانهار بسبب عناده ضد الشعب وفى طليعته العمال. ونددت بتمسك الحكومة باستمرار فؤاد عبدالعليم الذى وصفته ب«الطفل المعجزة»، رغم فشله فى كل موقع تولى إدارته بعد خروجه من شركة غزل المحلة مطروداً، وفشله فى دمياط، ووصل الأمر به فى غزل شبين الكوم أن حاصره العمال فى مكتبه وحبسوه داخله، وكانوا على وشك الفتك به وقتله لولا تدخل قوات الجيش التى أخرجته من الشباك. وأكد العمال المعتصمون داخل الشركة أنهم لن يفضوا الإضراب والاعتصام إلا بصدور منشور رسمى يتضمن الاستجابة لجميع مطالبهم، وتطهير غزل المحلة من الفاسدين، وإقالة وطرد جميع المستشارين فى الشركة القابضة الذين يتقاضون الملايين، والتخلص من بلطجية فؤاد عبدالعليم، حسب قولهم. وقال فيصل لاقوشة القيادى العمالى فى غزل المحلة، إن اجتماعهم أمس مع اللواء محمد عبدالقادر محافظ الغربية، ووائل علام وكيل وزارة القوى العاملة فى المحافظة، بحضور أعضاء مجلس الشعب فى المحافظة، أسفر عن الاتفاق على تنفيذ بعض مطالب العمال وهى زيادة الحوافز لتصل إلى 220 جنيها، وزيادة الأرباح لتصل إلى 6 أشهر ونصف، وأضاف أن المحافظ وافق على صرف العلاوة التراكمية على 12 شهراً، وكذلك إقالة من هم فوق سن ال60 فى الشركة. وأكد لاقوشة أن إضراب العمال مستمر حتى يقر الوزير المفوض بقطاع الأعمال جميع المطالب، وشدد على أن العمال سيخرجون اليوم الجمعة إلى الشارع إذا لم تنفذ جميع مطالبهم، وحذر من أنه فى حالة الخروج ستحدث أزمة كبيرة جداً فى المحلة، وأوضح أن بقية مطالبهم سيتفاوضون عليها مع تولى الحكومة الجديدة. وفى الوقت الذى حاولت «الوطن» التواصل مع محمد زعبل رئيس اللجنة النقابية بشركة غزل المحلة بوصفه الجهة المنوط بها الدفاع عن مصالح العمال والتصدى لأى تعسف من جانب الإدارة، إلا أنه اكتفى بالقول إنه خارج الشركة، وإنه ليس لديه أى علم بآخر التطورات الخاصة بالمفاوضات التى تجرى بين العمال وأجهزة الحكومة، وأكد أنه علم من بعض زملائه العمال أن محافظ الغربية سافر إلى القاهرة لعرض مطالبهم على قيادات قطاع الأعمال.