أعيش فى حالة شك دائم فى زوجتى لدرجة أننى أشك فى نسب أولادى.. أراقبها بشكل هستيرى لدرجة أننى أتغيب عن عملى وتعرضت للتحقيق، أنا فى عذاب ولا أعرف ماذا أفعل؟ يجيب د. خليل فاضل، استشارى الطب النفسى: إن أهم عنصر فيه كان تشخيص الحالة، ولم يكن الأمر يحتاج إلى مجهود، فالحالة واضحة: (مرض عطيل) مرض عقلى يتمحور حول الضلالات (اعتقاد خاطئ لا يمكن زحزحته فيثبت ويصير نوعاً من الجنون، ولا يمكن تعديله بمحاولات التعقل، أى أنه اعتقاد خاطئ وثابت على الرغم من كل دلائل إثبات عدم صحته)، الضلالات فى هذا المرض تدور حول خيانة الزوجة، البعض يسمى المرض (الغيرة الزوجية) أو (الغيرة المجنونة) الغيرة شعور شائع وطبيعى، لكنه إذا زاد عن الحد، يكون مرضياً، بالطبع فإنه (مرض عطيل) أو (الغيرة المجنونة). الأسباب المرضية النفسية: يكاد ينحصر السبب النفسى الرئيسى لهوس وجنون الغيرة، أو مرض عطيل فى حد ذاته، فى شعور الشخص بأنه غير سوى، شعور ينجم أساساً من ذلك الفارق الرهيب بين ما يريده المريض، ما يود أن يكون عليه، وبين ما هو عليه حقاً، ليس هذا معناه أن المريض يحقر ذاته، لا بل على العكس أنه عادة ما يكون أنانياً نرجسياً، لكنه يدرك، (لا شعوريا) أن ثمة نقاط ضعف فيه، لكن الأهم هى تلك الأحداث التى تنشط ذلك الشعور بالدونية بكل ما يصاحبه من توتر، إحساس بعدم الأمان والحساسية الزائدة عن الحد وهنا من الممكن ربط إحساس المريض بأنه (غير سوى) بالشعور أن هناك ما يتهدد وضعه ومكانته، وما يسمى أمانته الشخصية وما يتعلق بعدم مقدرته على الحب. العلاج: العلاج يكون مثل علاج حالات الذهان (عدم الارتباط بالواقع) بالمعقلات، بالعلاج النفسى، بالحوار، بمضادات الاكتئاب، وأحياناً بجلسات الصدمة الكهربية. وهناك حالات تستعصى على الشفاء أو حتى التقدم، على الرغم من علاجها بكل ما سبق، ويهم جداً أن يدخل الطبيب النفسى المريض إلى المستشفى لتفادى إمكانية القتل، وربما كان هذا الاضطراب كما صوره الروائى الشهير تولستوى فى صورة الخائف من نفسه، من خيانته، من خيانة أعز أصدقائه له فيقول: (إنه مثل كل الرجال، إنه مثلى عندما كنت عازباً، ستدور الدائرة عليه، علىّ وعلى كل الرجال). أرسلوا أسئلتكم واستفساراتكم إلى: tabebak. elkhas@elwatannews. com