يوم عادي استعد فيه المواطنون كعادتهم ليبدأوا روتينهم اليومي قاصدين أعمالهم أو جامعتهم، بالوسيلة الأكثر استهلاكًا "المترو"، والتي خيبت ظنهم اليوم، فما أن تضع رجلك داخل إحدى عربات المترو، إلا وتسمع إذاعة المترو تعلن أن اتجاه "الجيزة- شبرا" متوقف وأن القطارات ستعود مره أخرى إلى المنيب، ليخرج الركاب من العربة في تزاحم شديد. قبيل الخروج من باب المحطة هناك رجال الشرطة في محاولة تنظيم الدخول والخروج لمنع حدوث الإغماءات وتلاشي الزحام بين الرجال والنساء، إلا أن المحطة شهدت زحامًا شديدًا نتيجة دخول وخروج المواطنين في آن واحد، وسط صيحات بعض الشباب "محدش يخش، المترو واقف"، هو مشهد داخل مترو الأنفاق في عصر اليوم عقب تعطل أحد قطارات الخط الثاني. في محطة مترو جامعة القاهرة، تزامن تعطل المترو، مع خروج طلاب الجامعة، لتشهد المحطة زحامًا كبيرًا وتكدس بين المواطنين وحدوث بعض المشادات والسرقات، في ظل سوء تنظيم وعدم إبلاغ المواطنين عن توقف المترو، ليعش المواطنون في حالة من "التوهان". "قالوا هيغلوا المترو قولنا زي بعضه، بس يتأخر كل دا ويقف ومحدش يبلغنا من العاملين في المحطة.. دا حرام"، كلمات قالها محمد كمال، موظف في إحدى الشركات الخاصة، في سخط شديد مما حدث، بعدما ظل ساعتين متواجدا داخل المحطة أملًا في عودة حركة المترو مرة أخرى بعد توقفه، ليقرر الخروج من المحطة بحثًا عن وسيلة مواصلات تنقله من أمام المحطة إلى منطقة التحرير، التي يسكن فيها. يسترجع الشاب العشريني ذكريات توقف حركة المترو منذ عام ونصف والذي تسبب في اختناق بعض المواطنين، قائلًا: "أعطال المترو بتتكرر كتير، وأنا بطالب بالنظام والتنظيم في المترو وإن المسئولين يبلغونا لو فيه تعطل في حركة المترو". وسط الزحام الشديد، وقعت مشاجرة بالأيدي بين سيدة وشاب في مخرج محطة مترو جامعة القاهرة، على خلفية اتهام السيدة له بسرقة هاتفها المحمول قبل أن يتدخل المواطنين وينجحون في فض المشاجرة. حالة من الإمتناع عن توصيل المواطنين بعد توقف المترو.. والسائقون: "هنوصل في 5 ساعات" وفي مشهد آخر، امتنع بعض السائقين عن توصيل الركاب إلى منطقة التحرير، بسبب توقف حركة المرور، حسبما ذكر خلف عمرو، أحد المواطنين، مضيفًا، "في ناس مشيت على رجليها لمنطقة التحرير، وناس تانية ركب ونزلت في محطة البحوث ومشيت من هناك للتحرير علشان الزحمة". من داخل عربات "الميكروباص" لم يختلف المشهد كثيرًا، في الطريق من التحرير إلى الدقي، حيث تكسدت السيارات واحدة تلو الأخرى، ما جعل الركاب يتركون المواصلات، ويلجأوا للذهاب إلى منازلهم وأعمالهم سيرًا على الأقدام "حرام نركب ناس للتحرير، انتوا شايفين الطريق واقف والعربيات مش متحركة من مكانها، أنا ممكن آخد 5 ساعات علشان أوصل التحرير"، كلمات وجهها سائق ميكروباص، إلى مجموعة من المواطنين بعد مطالبتهم بتوصيلهم إلى منطقة التحرير لقلة المواصلات. ليس الركاب فقط من عانوا توقف حركة مترو الأنفاق، بل وصل الأمر إلى البائعين، حيث اشتكى يوسف أنور، بائع الفشار أعلى كوبري المشاة بمحطة المترو، قائلا: "توقف المترو أثر علينا ومخلاناش نبيع حاجة بسبب الزحمة.. وخايف حد يسرق مني البضاعة". صراخ وإغماءات وتكدس للمواطنين.. هنا محطة مترو السادات في محطة السادات، الأشهر بين جميع محطات المترو، ظهرت حالة من التكدس والزحام الشديد أمام بوابات الخروج، تلك المحطة التي عانى فيها جميع من اختاروا أن يبدأوا بها رحلتهم إلى مستشفى أو إلى منازلهم أو أشغالهم التي تقع في اتجاهي شبرا والجيزة بها، خلال 3 ساعات صعبة. الأزمة بدأت منذ الساعة الثالثة، بحسب من تحدثوا ل"الوطن" عندما أبلغهم موظفو المحطة وبعض رجال الأمن خارج المترو الذين ظلوا يحذرون الناس طوال الوقت بأن اتجاهي شبرا والجيزة لا يعملان، كي يفقد مترو الأنفاق الذي انشأ منذ عام 1983، ثلث قوته ويبقى اتجاه المرج فقط هو ما يعمل في هذا الخط. "صراخ وإغماءات تحت والدنيا بايظة" كلمات أخرى ترددت على ألسنة رجال ونساء وشباب خرجوا من المترو هاربين مما وصفوه بالزحام الرهيب في الاتجاهين، هذا ما أكده "علي" أحد الركاب، الذي كان في طريقه لكي يأخذ جرعة العلاج اليومية، التي يأخذها والتي"راحت عليه"، واضعا مشهدًا لما حدث بداخل المحطة التي خرج منها بأعجوبة فالسيدات والرجال على حد سواء أغمى عليهم وعانوا من حالات الاختناق وبعَضًا منهم سقطوا على قطبان المترو، مختتمًا حديثه: "ديه حاجة بهدلة ومرمطة". داخل المحطة تكدس الجميع أمام موظفي المترو يسألونهم عن أسباب التعطل وكيفية التصرف في موقف كان البعض منهم يواجه الأمر لأول مرة منذ ركوبهم المترو، وهذا كان حال حسين الذي كان يشتري بعض المتطلبات من صديقه، "المترو مش المواصلة بتاعتي الأولى ركبتها النهاردة بس عشان اشتري حاجات وأول مرة تحصل معايا". الشاب العشريني "سامح" كان يركز نظره أمام عامل المحطة الجالس على مكتب بسيط أمام بوابات التذاكر، حيث تفاجأ بحديثه إليه معلقًا: "يا سنة سوخة"، في جملة لفتت النظر أكمل بعدها ل"الوطن": "أنا كنت رايح الجيزة عشان أروح بيتي لكن أنا أعمل إيه دلوقتي أروح أزاي مش عارف أعمل ايه". "2 جنيه" سعر التذكرة التي أرادت سيدة أن تستعيده من محصلي التذاكر في المترو وذلك عقب ما شهدته من معاناة داخل خط شبرا المعطل في المترو من تكدس، هذا الأمر الذي تحول إلى مشاجرة بين السيدة والمحصل والتي انتهت بعد فترة قصيرة لتدخل الركاب.