"نريد دستور يحقق الأمان للفنان.. لا نريد أن نشعر بالخوف". رسالة حملها أهل الفن معهم إلى جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الاقتراحات والحوار المجتمعي بالجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، وهى الجلسة التي حضرها نجوم مخضرمون، وغاب عنها شباب الفنانين من نجوم الشباك، بسبب انشغالهم بأعمالهم الدرامية التي تُعرض خلال شهر رمضان. وقال أشرف عبدالغفور، نقيب الممثلين "إن المادة 49 من باب الحقوق والحريات في دستور 1971 تثير قلق الفنانين، لافتا إلى أن لجنة الحقوق والحريات توصلت إلى صيغة نهائية لها نصت على أن حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني والثقافي حق لكل مواطن، وتكفل الدولة توفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك". وطالب نقيب الممثلين بمنع صدور أي قوانين استثنائية "هدفها السيطرة على الفكر والإبداع، وضرورة إلغاء عقوبة الحبس في مجالات الإبداع، مؤكدا أن عبارات الحذف والمنع والمصادرة "اختفت من قاموس العمل الفني"، وأشار إلى "ضرورة الالتزام بوثيقة الأزهر فيما يخص الحقوق والحريات مع إصدار تشريعات ملزمة في مراحل التعليم بوضع مواد لتهذيب العقول والمشاعر". ونقلت فردوس عبدالحميد مخاوفها من وجود تيارات لها رأي في الفن بالدستور بقولها "لا نريد أن نشعر بالخوف على فننا، الفن الجيد سيطرد الفن الرديء"، وقال المخرج مجدي أحمد علي إن حرية الإبداع لابد أن تكون مطلقة، دون أي إضافات لعبارات مثل "وفقا لآداب المجتمع" أو "وفقا للقانون". ورفض علي إضافة مرجعية الأزهر إلى الدستور "لأنها لن تكون مرجعية مضمونة، إذا سيطر عليه متطرفون"، وطالب أعضاء الجمعية التأسيسية بعدم الاستسلام وعدم السماح للسلفيين بكتابة الدستور بتأكيده أن "صوت الاعتدال خافت وصوت التطرف هو العالي بين أعضاء الجمعية"، وأضاف "يبدو أن السلفيين هم من يصنعون الدستور". ورد الدكتور محمد البلتاجى رئيس اللجنة مؤكدا أنه "لن يستطيع أحد أن يفرض على الشعب وصاية لا دينية ولا عسكرية"، محملا الإعلام مسئولية إظهار أصحاب الصوت العالي فقط. وتساءلت نادية رشاد، "هل نحن في مرحلة الدفاع عن الفن؟" مؤكدة على أن الفن "بحاجة للاستثمار فيه، ودعم الدولة، وليس سيطرتها لأن الفن لا يحتاج إلى الرقابة". وأكد الفنان صبري فواز أنه "إذا لم تحقق التأسيسية أهداف "الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية" فإنها غير شرعية"، مشددا على أن المبدعين "يعبرون عن أطياف الشعب المصري كله، وليسوا فئة منه، وقال "إحنا كل مصر مش حتة منها". مضيفا أن الفنان "ليس ناقص الأهلية حتى تكون هناك رقابة على فنه، احفظوا الفن، وفرقوا بين الدين والثقافة". وقالت آثار الحكيم إن الفنانين "ليسوا دعاة دين، وفي العالم كله هناك أنواع من الرقابة، لكن هناك نوع من مسؤولية الدولة عن دعم الفن الراقي، بعكس النظام السابق الذى فتح الباب علي مصراعيه للإباحية". وأضافت أن "التطرف مرفوض تماما"، وتمنت ألا يكون هناك حزب وطني آخر من خلال الإخوان المسلمين. وطالب المخرج المسرحي عصام السيد بضرورة "تجريم التكفير" ومنع "دعاوى الحسبة" والنص على "حرية الابداع والاعتقاد وممارسة الشعائر"، وطالب عبدالعزيز مخيون بحق "نقد الحاكم عن طريق الفن والفنانين".