سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون: النظام الفردى يعيد «الوطنى المنحل».. والصراع على المقاعد سيكون «دموياً» «المغازى»: ازاى هتكون هناك أغلبية مع المقاعد الفردية؟ وسيجد الشعب نفسه بين «الإخوان» أو «الوطنى»
حذر سياسيون من إجراء الانتخابات بالنظام الفردى، كما اقترحت لجنة تعديل الدستور، وقالوا إنه سيتسبب فى عودة رجال الحزب الوطنى المنحل، خصوصا أن الحشد للتصويت سيكون قائما على سطوة رؤوس المال والقبلية، فضلا عن التخوف من تحول النزاع على المقاعد إلى صراعات دموية، فضلا عن تعارضه مع شكل النظام السياسى للدولة، المختلط، الذى يتيح للأغلبية تشكيل الحكومة، الأمر الذى لن تتيحه المقاعد الفردية، ورأوا أن نظام القائمة الأفضل لإجراء الانتخابات البرلمانية فى المرحلة الراهنة لضمان تمثيل الجميع، فيما اختلفوا على شكل القائمة إذا كانت ثلثين للفردى وثلثا للمقاعد أو العكس. قال الدكتور عبدالله المغازى، عضو مجلس الشعب السابق أستاذ القانون الدستورى: إن إجراء الانتخابات بالنظام الفردى له بعض المميزات وكثير من العيوب؛ فالجوانب الإيجابية تتمثل فى تقليص حجم سيطرة التيار الدينى على المقاعد فى البرلمان، أما الجوانب السلبية فتأثيرها الأكبر على الأحزاب السياسية، خصوصا أن النظام الفردى سيتسبب فى عودة أصحاب النفوذ والسلطة والمال وحشد القبلية والعصبية والعائلات، ومن ثم فإن هذا النظام يساعد على عودة ظهور الحزب الوطنى من جديد، وهذه التخوفات قائمة بالفعل ليجد الشعب نفسه بين نارين، سواء «الوطنى» أو «الإخوان» مرة أخرى. ولفت «المغازى» إلى أن نظام الدولة المختلط الأقرب للبرلمانى، أى تشكيل الحكومة من الأغلبية، يزيد صعوبة تطبيق إجراء الانتخابات بالنظام الفردى على أرض الواقع، متسائلا: «ازاى هتكون هناك أغلبية مع المقاعد الفردية؟». ورأى أن الحل يتمثل فى إجراء الانتخابات بنظام 50% للقائمة و50% للفردى للجمع بين الحسنيين، حتى لا تكون هناك إشكالية فى الحساب والعدد للمقاعد البرلمانية، خصوصا حين يجرى تشكيل الحكومة، فضلا عن وقف سيطرة أصحاب المال والعائلات. وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن النظام الأفضل لإجراء الانتخابات البرلمانية خلال هذه المرحلة هو تطبيق نظام الثلثين للفردى والثلث للقوائم على مستوى المحافظات وليس الدوائر، مبينا أن الهدف من ذلك هو الاستفادة من مميزات الفردى بتمثيل الشخصيات المرتبطة بالمواطنين فى دوائرهم واختيار الأكفأ منهم والاستفادة بميزة القوائم بضمان تمثيل المرأة والأقباط والشباب. وأضاف «الشوبكى» أن النظام الفردى جزء من ثقافة الشعب المصرى والأقرب له وتكون نسبة مشاركة العائلات فيه كبيرة لوجود القبلية، كذلك نظام القوائم يخدم الأحزاب بانعكاس رؤيتهم السياسية وضمان مشاركة الأحزاب الصغيرة. وحذر المهندس صلاح عبدالمعبود، عضو الهيئة العليا لحزب النور، من تطبيق النظام الفردى فى الانتخابات المقبلة، بحجة أنه سيضعف دور الأحزاب ويعيد أصحاب رؤوس الأموال والحشد للتصويت لمصلحة العائلات والعصبية، الأمر الذى يمكن أن يؤدى إلى صراع دموى بين المرشحين وأنصارهم، خصوصا إذا جرى إلغاء مجلس الشورى والاكتفاء بغرفة برلمانية واحدة، لأن الصراع والحشد وقتها سيكونان على أشدهما؛ لأن فى السابق من لم يفز بمقعد «الشعب» كان يفكر فى «الشورى»، لكن الآن المعركة ستكون قاتلة. وأضاف «عبدالمعبود»: إن النظام الفردى سيؤدى إلى ظهور نائب الخدمات وليس أصحاب الرؤى السياسية، وإذا جرى الأخذ بالنظام المختلط فكيف ستكون هناك حكومة من الأغلبية؟ وكيف نشكل كتلة برلمانية من الأحزاب إذا كانت المقاعد فردية؟ واقترح أنه تجنباً للأزمة التى يمكن أن يسببها النظام الفردى، يمكن الأخذ بنظام الثلث للفردى والثلثين للقائمة، الذى كان موجودا فى دستور 2012 المعطل لضمان تمثيل الأحزاب الصغيرة والمرأة والشباب.
