قال لطفي سالمان، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن "استهداف مسجد العريش تم عن طريق تلغيم السيارات الخاصة بالمواطنين خارج المسجد، ثم تفجيرها، ما أدى لإرباك الموجودين داخل المسجد، فحاولوا الهرب من خلال الشبابيك، لكن العناصر الإرهابية المسلحة استهدفتهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة". وأضاف سالمان، خلال مداخلة هاتفيه ببرنامج "القاهرة360" على شاشة "القاهرة والناس"، أن الإرهابيين حاولوا بعد ذلك قطع الطريق على سيارات الإسعاف لإحداث المزيد من الخسائر، "وهذا الأسلوب يسمى ب(الكمين)، ويتم فيه الهجوم إما بانتحاري، أو تفجير بعد ذلك يستهدف المواطنين، ثم قطع الطرق على أي مساعدات للضحايا". وتابع سالمان أن استهداف مسجد الروضة بالعريش الذي يبعد 50 كيلومترا عن مدينة بئر العبد، يدل على انتقال العمليات الإرهابية خارج منطقة الصراع والعمليات المعتادة. وشرح سالمان أن هذا المسجد على وجه التحديد اُستهدف، لأنه كان يشهد تحضيرات للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بحضور كبار مشايخ الطريقة الجريرية، أشهر وأقدم الطرق الصوفية بشمال سيناء، مضيفا "هذا المسجد يصلي فيه الشيخ الصوفي سليمان أبوحراز، الذي ذبحه المتطرفون في مثل هذا التوقيت العام الماضي". وأشار صحفي "الوطن" إلى استهداف الصوفيين في سيناء، "لأن نحو 60% من أهالي سيناء ينتمون للطرق الصوفية المختلفة، واستهداف شيوخ الصوفية محاولة لإقصاء الصوفية من سيناء". وشرح سالمان أن هناك مفهومين للعدو عند الإرهابيين: العدو القريب والعدو البعيد، "وهم يعتبرون الصوفيين والأقباط والشيعة وغيرهم عدو قريب"، موضحا أنه "صدر في عدد خاص بمجلة النبأ الداعشية أنهم يستهدفون الطريقة الجريرية بالخصوص". وأكد سالمان حالة العداء بين الطرق الصوفية والسفيين الجهاديين، مشيرا إلى حالة الضعف الذي يعاني منه التنظيم منذ فترة، نتيجة الضربات المتتالية الموجهة للتنظيم خارج مصر، ومكافحة "داعش" في سوريا والعراق وليبيا وسيناء، "وهم يريدون العودة للمشهد مرة أخرى، من خلال العمليات السهلة مثل استهداف المدنيين". وقال سالمان إن "أبواب التمويل للإرهابيين أُغلقت بعد المصالحة الفلسطينية وإغلاق الحدود، وهناك حالة من التضييق الأمني على العناصر الإرهابية على الحدود".
