• كل الدفعة كانت تعلم بحبهما، سألتها ذات يوم: متى ترتبطين به؟ ردت: أمامه الكثير، جيش ثم عمل، وليست لديه شقة، لا أظن.. ثم تزوجت أحدهم، "جاهز من مجاميعه"، أما الآخر فتقدم إلى الحربية ضابطا متخصصا، وأنجز الجيش والعمل والشقة بضربة واحدة. • أحبها رغم أنها أكبر منه بتسع سنوات، وجد فيها الأجنبية الجميلة المسلمة، ووجدت فيه المصري الشهم، والسند والظهر في الغربة، أعرب عن مشاعره تلميحا وتصريحا مرات ومرات، وفي كل مرة كانت تتقبلها بقبول حسن، حتى عادت إلى وطنها في آخر العالم؛ لتخبره بأنه فتى أحلامها، بعد أن استحال بينهما اللقاء.. مجرد اللقاء. • أحبها بجنون، وأحبته كذلك، هي له وهو لها، الدفعة كلها تعلم ذلك، حتى وجد صديق لهما خبر خطبتها، فكتب مباركا له ولها، لتخبره إحدى الزميلات أنهما لم يتما ما بدآه. • أحبته خلال عام دراسي سريع، أجرى عملية جراحية في ركبته إثر حادث سيارة، فظلت إلى جواره، تسنده وتدعمه، ملء العينين حنان، وملء الفؤاد شوق ولوعة، فلما أتمّ شفاؤه، واندمل حرجه، أعلن خطبته على أخرى. • كان أشهر شباب الدفعة، وكانت رفيقته الدائمة المخلصة، زمالة ثم صداقة فمحبة، بعدها نزغ الشيطان بينهما، انفصلا، أحب غيرها، وهي لم تحب سواه، بكت وتألمت حد الإغماء، أما هو فقد ارتبط بأخرى ثم أخرى، وهي لم تجد إلا صديقه الأثير مواسيا، ثم رفيقا، ثم حبيبا، في يوم زفافهما: كيف يحضر الأول زفاف حبيبته السابقة على صديقه الأثير؟! • كانا توأم روح بعضهما البعض، لا يُذكر إلا وهي معه، ولا تُرى إلا وهو إلى جوارها، ذات يوم أخبرها الطبيب بمرضها، لم يقبل أهله بالاستمرار، فقال لها: سامحيني يا أعز الناس، ليظفر بها صديق آخر من نفس "الشلة". • أحبها وأحبته حد التهور، بالغا فيما ذهبا إليه، وصار لهما معا بئرا من الأسرار، تجاهلا تسع سنوات عاشتها قبل مولده، انتهت الدراسة وفرقتهما الأيام والأمكنة، قلّ الاتصال، عاتبته، لم يعُد مهتما، حتى نسي عيد ميلادها، أعلنت الرحيل، فاعتذر لها ولم يتمسك، تلاشت المحبة، وانكسرت الصداقة، وسادت علاقة فاترة.. وذبول.. وانقطاع. • هو مجتهد دءوب طموح، وهي محدودة الذكاء والجمال، ولكنه القلب وما يريد، أسرا ما بينهما، ولكن الصدف الماكرة كشفته، انتهت الدراسة، والتحق بالجندية، طريقه طويلة، ولن يمكنه التقدم إلى أهلها الآن، تقدم آخر يعمل ضابطا، فتزوجها، ولايزال الآخر جنديا! • ذابت فيه عشقا حتى لبت كل أوامره، عملت في شركة أخيه لتقترب من العائلة، انتهت مصالحه، فشكرها وودّعها، ثم أسرّ المحبة لأخرى، تقدم إلى أسرتها، وأعلن مشاعره أمام أصدقائهما، بعد أسابيع قليلة، انتهى كل شيء، رفضته أسرة الفتاة بعد اختلافهما. • رغم أنهما قضيا ثلاث سنوات معا في الكلية، ورغم شعبيته الواسعة، لم تتحدث إليه مرة، تخرج ثم تبعته في العام التالي، وفي إفطار رمضاني في أحد المطاعم، التقيا صدفة عبر أصدقاء مشتركين، كلمة فنظرة فابتسامة، صارت قصة الحب، وتقدم لخطبتها. • هو مراهق التحق لتوه بالجامعة، وهي محدودة الجمال تبحث عمن يشعرها بأنها مطلوبة، صارت صداقة بينهما، حتى ظهرت الفتاة الشقراء، فسحبت البساط من تحتها، ودامت صداقتهما خمس سنوات، سألها أحدهم متى ترتبطان؟ قالت نحن أصدقاء فقط، حتى أعلنت خطبتها على آخر، وكذلك فعل هو، وظلت محدودة الجمال تبحث عن شريكها. • عرفته صديقة عليها، ظل يتابعها عن بُعد، ويراقب أنوثتها الآخذة في التوحش، حتى اقتنص الفرصة ذات مرة ليطلب منها أن تلتقط له صورة مع أصدقائه، بعدها كان الحديث فالصداقة فالمحبة، وعدته بأن يكون "أسعد رجل في العالم"، فشكرها ولم يعقب، سألته متى يتقدم لخطبتها؟ فأجاب: أمامي الكثير لأنجزه أولا، سألته هل سيسمح بأن يتزوجها غيره؟ فأجاب: كلا! وعيناه ملؤهما الكذب، سقط من نظرها، وانتهى كل شيء. ملحوظة: أي تشابه بين ما جاء في القصص السابقة، وشخصيات أو أحداث حقيقية هو من قبيل الصدفة.. فدراما الواقع تكون أحيانا أقوى من الخيال!