أكدت صحيفة "السياسة" الكويتية، أن الشعب المصري حسم قراره، وأنه على هدى هذا القرار سارت كافة مؤسسات الدولة، وأنه يجب على دول العالم أن تدرك أن مصر ليست جمهورية موز يرعبها بيان صادر من وزارة خارجية هنا أو هناك، أو تصريح لرئيس لأي دولة. مصر ليست "جمهورية موز" بل "دولة مؤسسات" يصنع قرارها الشعب الذي ثار على الفاشية المتسترة بالدين وقالت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي اليوم، تحت عنوان "مصر لا تركع" للكاتب أحمد الجار الله، إن "الشعب المصري حسم قراره، وعلى هديه سارت مؤسسات الدولة كافة، الرئاسة المؤقتة والحكومة والجيش، فهو شعب ليس قاصرا، ولم تسيره في يوم من الأيام مواقف الدول". وأضاف "هذا ما يجب أن تدركه دول الاتحاد الأوروبي ومن خلفها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعض العرب، لتتيقن أن مصر ليست جمهورية موز يرعبها بيان صادر من وزارة خارجية هنا أو هناك، ولا تصريح لهذا الرئيس أو ذاك، فتنهار على إثره الحكومات وتشتعل رؤوس الجنرالات فيقبضون على السلطة، بل هي دولة مؤسسات يصنع قرارها شعبها الذي ثار على الفاشية المتسترة بعباءة الدين، محاولة السطو على ثورته، وسلبه الحكم عبر انتخابات لم يعد خافيًا على أحد ما جرى خلالها". وتابع الكاتب، قائلا: "المصريون ومهما تعاظمت المواقف السياسية المشبوهة لمعسكر دعم الإرهابيين المتأسلمين لن يسمحوا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، بل هم مستمرون في صناعة مستقبلهم وإعادة بناء مؤسساتهم وفقا لرؤيتهم وحاجاتهم، وليس على قياس مصالح واشنطن أو لندن أو باريس أو أنقرة والدوحة، لهذا على من يركبون موجة البكاء والعويل على سقوط حكم مرشد الإرهاب والقتل والإقصاء أن يوفروا دموعهم فلن تفيدهم في شيء". وأضاف "مصر هي صاحبة قرارها شاء من شاء وأبى من أبى، ولن ترهبها محاولات البعض تهديدها بمجلس الأمن الدولي، هذا المجلس العاجز الذي لم يفد سابقا، الشعب الإيراني الذي تعرض لواحدة من أبشع مجازر العصر الحديث حين خرج رافضا تزوير انتخابات العام 2009 بل يومها التزمت تلك الدول الصمت، ما شجع نظام الملالي على المضي في طريق القمع والقتل. واختتتم الكاتب مقاله بالقول "اليوم اتضحت الصورة، وعرف الشعب المصري من يقف إلى جانبه ويسانده في قراراته من شعوب ودول كانت في طليعتها غالبية دول "مجلس التعاون" الخليجي التي أيدته ودعمته منذ اللحظة الأولى لإعلانه قراره التاريخي في إنهاء حالة شاذة كادت تؤدي بمصر إلى التقسيم والحروب الأهلية، وبات يعلم أيضا من هي الدول التي تعمل على تقويض استقراره وزعزعة أمنه.