لن يتمكن الطلاب السودانيون من دخول جامعة الخرطوم خلال الفترة المقبلة بعدما جرى تعليق الدراسة بها إلى ما بعد عيد الفطر، لما تشهده الجامعة من مظاهرات طلابية، وذلك قبل يوم من خروج الثوار وفى مقدمتهم الطلاب الجامعيون فى جمعة «الكنداكة» للأسبوع الرابع على التوالى ضد النظام السودانى. وميدانيا، شهدت الشوارع السودانية اشتباكات بين قوات الأمن أمام المساجد التى انطلق منها الثوار عقب صلاة الجمعة أمس، فى جمعة «الكنداكة» لنصرة المرأة السودانية، تقديرا لوقوفها بجوار الثورة رغم الاعتقالات والاعتداءات التى تتعرض لها أثناء المظاهرات. ولم تستبعد القيادية فى حزب الأمة مريم المهدى فى تصريحات ل«الوطن» وقوف «أوامر عليا» وراء قرار تعليق الدراسة بعدما جرى اعتقال كثير من أساتذة الجامعة وطلابها الذين استعصى على الأمن كسر إرادتهم، مضيفة أن الترويع لم يؤثر على الجامعة التى طالما كانت قلعة للصمود والمقاومة. وأوضحت المهدى أن مواعيد الدراسة فى السودان تختلف عن نظيراتها فى الدول العربية منذ أكثر من 10 سنوات خصوصا فى جامعة الخرطوم، حيث يشوبها عدم الانتظام جراء مشكلات تنظيمية وتعليمية كثيرة، مشيرة إلى أن ثمة مدارس وجامعة بدأت الدراسة لتوها. وتضاربت الأنباء بشأن استقالة مدير جامعة الخرطوم الدكتور الصديق حياتى، مع تأكيدات ناشطين أنها جاءت احتجاجاً على دخول الشرطة وقوات الأمن إلى حرم الجامعة لملاحقة طلاب كانوا يتظاهرون ضد الحكومة، وأنباء أخرى تشير إلى أنها نتيجة طلب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى إصدار قرار بإغلاق الجامعة لأجل غير مسمى وإخراج الطلاب من المقر. وقال الأستاذ بجامعة الخرطوم الدكتور أبوبكر أحمد الحسن ل«الوطن» إن الاحتمالين السابقين واردان، مضيفا أن الحكومة لم تعترف رسميا بتعليق الدراسة بالجامعة وهناك تعتيم على الأخبار داخلها. وأشار إلى أنه لا يمكن التواصل فى الوقت الحالى مع مدير الجامعة بعدما غير جميع أرقامه التليفونية. بينما أعلن عضو اللجنة التنفيذية للروابط الأكاديمية بالجامعة الطالب الفاتح حسبو عن رفض الطلاب تعليق الدراسة لما له من آثار سلبية على المستوى الأكاديمى. من جانبه، قال مسئول الإعلام بالجامعة عبدالملك النعيم، إن إدارة الجامعة لم تتخذ قراراً بتعليق الدراسة «وإنما هناك كليات رأت إعطاء الطلاب عطلة اعتيادية لشهر رمضان على أن يعاود الطلاب الدراسة عقب العيد مباشرة للجلوس لامتحانات الفصل الثانى من العام الدراسى». يذكر أن حركة الاحتجاج هذه هى الأطول التى يواجهها نظام البشير الحاكم منذ 23 عاما، وذلك بعد أن شهدت الجامعة احتجاجات طلابية على قرارات الحكومة التقشفية ورفع الدعم عن المحروقات منذ منتصف الشهر الماضى.