"اليمن السعيد لم يعد سعيدا ولم يعد بلد السلام" بهذه الكلمات القليلة استهل الناشط في مجال التعليم باليمن سهيل عبد المغني، حديثه أمام الآلاف من حضور حفل افتتاحية منتدى شباب العالم، وآلاف من المتابعين خلف شاشات التليفزيون، عن بلده "اليمن" الذي يعاني من ويلات الحرب والتمزق منذ عدة أعوام، ملقيا الضوء على حرمان الأطفال اليمنيين من مدارسهم، بعد تدميرها بفعل الحروب. "سهيل" البالغ من العمر 24 عاما، والحاصل على لقب قائد الشباب في مؤتمر الشباب الدولي التابع للأمم المتحدة في الهند، في العام الماضي، يروي ل"الوطن" رحلة معاناته مع التهجير فرارا من جحيم الحرب بالعاصمة اليمنية، ليتجه إلى الهند التي شهدت نجاحه، واصفا نفسه ب"ضحية حرب وليس بطلا كما يراه الكثيرون الآن". في 2014 فرّ الشاب اليمني من جحيم الحرب في العاصمة صنعاء، تاركا أهله هناك متجها إلى الهند، وحسب قوله، "اضطريت أسيب أهلي عشان أكمل دراستي ومشواري ونجحت لكن بالنهاية أنا ضحية، وعشان كده بحاول أوضح المعاناة اللي عيشتها أنا وملايين غيري". حمل الناشط اليمني، منذ أن استقر بالهند، على عاتقه مهمة إلقاء الضوء على الأوضاع في بلاده، وبحسب حديثه ل"الوطن"، أكد "الوضع متأزم جدا في اليمن، مفيش أمان، وفي ناس كتير بتموت تحت الأنقاض واجبي الإنساني إني لازم اتكلم وأعرّف الناس وضع أهل البلد على أمل إيجاد حلول حتى لو لم تكن حلولا جذرية لإنهاء الحرب، وهذا ما ألقيت الضوء عليه في كلمتي أمس". سهيل: أتمنى خلق منطقة خالية من الصراع لتوفير حياة آمنة لأهل اليمن خلق منطقة خالية من النزاع توفر الاحتياجات الأساسية للأفراد من الحق في الدواء والغذاء والتعليم، مطلب أكده الشاب اليمني، مشيرا إلى أهمية التعليم لمواجهة الإرهاب، وخصوصًا تعليم الفتيات لأن "الفتاة أساس المجتمع، وإذا تعلمت ستنشئ جيلا متعلما خاليا من الإرهاب والتطرف"، بحسب تعبيره. عانيت من مشكلات الإقامة في الهند وقررت أنقل معاناة ملايين غيري مع الحروب طيلة السنوات الثلاث الماضية التي عانى فيها من مشكلات الإقامة والاستقرار في بلد غريب، لم يتوان الناشط اليمني عن السعي في نقل معاناة "اليمن الذي لم يبقى سعيدا" ورؤيته الخاصة في مجال التعليم، وما إن سمع عن فكرة منتدى شباب العالم تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى طرح فكرته الخاصة التي لاقت قبولا من قبل المنظمين والقائمين على الحدث العالمي، وتم دعوته للحضور. ويقول عبدالمغني: "طول السنين اللي فاتت بحاول أنجح وأنقل معاناة بلدي وفخور إني قدرت أمثل بلادي قدام العالم وبشكر الرئيس السيسي لإتاحة الفرصة لي ولكثير من الشباب لعرض أفكارهم ومشكلاتهم في مشهد عظيم رفع اسم مصر والعرب". وناشد ممثل اليمن بمنتدى الشباب، الملوك والقادة العرب بإتاحة الفرصة لشبابهم لطرح الرؤى الخاصة بهم للخروج ببلادهم من هذه الأزمات.
