حدثنى بجدية عن العلاقة بين (هذا) الارتياح الشعبى الكاسح الذى تلا استقالة «محمد البرادعى» من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية وخروجه من المشهد الثورى تماماً ونهائياً وبين (ذاك) الإعجاب والترحيب والارتياح المصرى البالغ بالخطة الأمنية الخاصة بفض البؤر الثلاث الإرهابية: «النهضة» وأمام مسجدى «رابعة العدوية» و«الفتح».. تلك الخطة التى سوف نطلق عليها مجازاً «نظرية عجينة الصراصير».. ثم بين (هذا وذاك) وبين استعادة مصر فى ليلة 30 يونيو الماضى ل99% من أوراق اللعبة المصرية التى كان السادات قد سلمها قديماً ومنفرداً ودون رغبتنا منذ 40 عاماً لأمريكا.. وأنت لا تدرى لماذا فعل السادات ذلك! يعنى لماذا يسلم بطل الحرب والسلام أغلب أوراق اللعبة للخصم وهو البطل والمنتصر والفائز والرابح فى حرب 73 بينما ترك للمصريين نسبة 1% فقط منها؟ وحين حاول بعد ذلك أن يسترد عدداً من هذه الأوراق ال99 التى فرّط فيها قررت أمريكا اغتياله -وهى تحاول أن تفعل ذلك معنا الآن- بيد إرهابييها المصريين -لا بيد عمرو- ليلة عرسه واحتفاله واحتفائه بالذكرى السابعة لنصر أكتوبر.. إرهابيوها من الإخوان المسلمين وحلفائهم الذين احتفلوا معاً ووحدهم مع مخلوعهم «المرسى» باشا فى لحظة فجور تاريخية نادرة يوم 6 أكتوبر العام الماضى فى الذكرى ال31 لاغتيال السادات وال39 للحرب المجيدة!! تماماً وفيما يشبه رقصة غيلان «نمنم» حول الفريسة احتفل مرسى والإخوان بقتيلهم.. وهم نفس إرهابييها الذين استوطنوا «رابعة» و«النهضة» و«الفتح» اعتراضاً وغضباً على فشلهم فى سرقة وبيع مصر وليس فقط فشلهم فى حكم مصر.. وبذكاء مستعر متّقد قامت قوات الأمن المصرية باصطيادهم ورصدهم بدقة بخطة واثقة متأنية تشبه، فيما تشبه، كيفية لصق العجينة البيضاء الطرية الفعالة فى بؤرة لاصطياد الصراصير.. تركهم الأمن ينتشرون ويتوغلون ويتجمعون، وانتظر حتى تجذب العجينة وتشد وتحصد أكبر عدد ممكن من تلك الحشرات.. فلا ضير إذن ولا غضاضة ولا انزعاج من أن يهرب بعضهم مختبئاً هنا أو هناك أو أن «يفطّ وينطّ» فى وشّ حضرتك صرصار مذعور منهم أو أن يقع لك فى الكوب أو فى الطبق.. ماتقرفش.. وماتخافش ده ميت.. مجرد صرصار ميت. جاء البرادعى من أمريكا إلى مصر حين كانت جموع مصر فى عهد مبارك مجرد شراذم متفرقة متناحرة بائسة تشتاق إلى ثورة.. ثم ترك البرادعى اللعبة حين صارت مصر متحدةً شعباً وجيشاً وبوليساً بل وصنعت ثورةً فى 30 يونيو استردت فيها ثورة 25 يناير المسروقة أمام عينى «البرادعى» نفسه.. بل واستردت فيها من أمريكا أخيراً ال99% من أوراقنا المرهونة لديها.. جاء البرادعى من أمريكا إلى مصر ليشعل فيها ثورةً وتركها لما أشعل شعبُها ثورتين خالدتين وليس فقط ثورةًً!!! ولتضع سعادتك علامات تعجب أخرى من عندك بشأن المريدين الذين استقبلوه فى مطار القاهرة الدولى لما جاءنا بطلاً فاتحاً يحيط به مريدوه والمتحدثون باسمه مبشرين بثورة وبدولة مدنية لكنهم تركوه فجأة حين لم يصبح رئيساً ليلتحقوا بدولة الإخوان التى حكمت!!! تركوه كذلك لما ركنته وتركته الدفة الأمريكية وشرعت تجدف مبحرة صوب الإخوان ومريديهم ومن انضم إليهم من مريدى ومحبى ومشجعى «البرادعى».. ولما سقطت دولة الإخوان «إذ فجأة» ترك البرادعى (المدنى) الليلة كلها وخلع.. فهمت حاجه؟ هتفهم من خطوته الجاية. إلا أن عجينة الصراصير تلك التى وضعها الأمن لاصطياد إرهابيى ومرتزقة «رابعة» و«النهضة» و«الفتح» قد أوقعت فى لزوجتها ممثلى وحاكمى دولاً عظمى (ميركل.. أشتون.. أردوغان.. أوباما) جاءت علشان تلملم صراصيرها الميتة والدائخة والمطرودة.