في ركن بمسجد المواساة، جلست سحر أمين رفعت والدة الشهيد النقيب إسلام البهي الضابط بقطاع الأمن المركزي بمرغم، تقرأ سورة يس وترتدي زيا أسود. تنهمر الدموع من عينيها في انتظار جثمان نجلها الذي سيصل من مشرحة كوم الدكة، لأداء صلاة الجنازة عليه، قبل تشييعه إلى مثواه الأخير بمدافن الأسرة بمقابر المنارة. وقالت أم الشهيد بعبارات يملأها الظلم والقهر والحسرة: "أنا ماليش غيره هو وأخهه، ولسه كنا محتفلين بعيد ميلاده منذ 5 أيام، كان لسة مكمل 26 سنة، وكنا بنستعد لزفافه بعد 3 أشهر. ماكنتش أتخيل أبدا إني بدل ما أزفه لعروسته أروح أدفنه النهارده". وأضافت: "ابنيّ الاثنين ضباط في الأمن المركزي، حسام كان يعمل بقطاع مرغم، وشقيقه بالنزهة، وكثيرا ما كانا يخرجان لفض الاشتباكات وتأمين الشوارع، لكنها كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني سأفقد أغلى شيء عندي". وتابعت: "في الساعة السابعة من صباح أمس، ودَّعني حسام قبل النزول لتولي مهمته بتأمين مكتبة الإسكندرية، وسألني إن كنت أريد شيئا، فقلت له لا، لكن مع شعوري بغصة في قلبي احتضنته بشدة، وكأن نفسي تطلب مني ألا أتركه ينزل، لكن ما باليد حيلة". وحمَّلت والدة الشهيد مسؤولية مقتل ابنها لقيادات القوات المسلحة، قائلة إنها "أصدرت قرارا بنزول الشارع بدون تسليح حتى لا يعتدوا على أحد، وكانت النهاية بأنهم هم الذين تم قتلهم، ورغم أن ابني كان يرتدي الواقي على ظهره وبطنه، إلا أن رصاص الغدر جاءه من الجانب". وقال النقيب رامي رمضان شقيق الشهيد، إن حسام طلب الشهادة قبل وفاته بأسبوع، ومنحه الله إياها، حيث "كنا في جنازة الشهيد شريف السباعي، وقال لي ليتنا كلنا نكون شهداء".