صار مغضوباً عليه من كل التيارات، الإسلاميون دوماً يلقبونه ب«الخائن» و«العميل»، والليبراليون الذين ينتمى إليهم صاروا يعتبرونه خائناً لثورتهم بعد تصريحاته الأخيرة بالإفراج عن الرئيس المعزول، محمد مرسى، وإجراء مصالحة وطنية مع الإخوان ورفضه لفض اعتصامهم بالقوة. الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المؤقت، صار فى مرمى النيران، بعد أن انتقل من متفاعل مع الأحداث السياسية عبر «تويتر» إلى لاعب حقيقى فى دائرة الحكم، فهل غيّر «البرادعى» بالفعل من مواقفه أم أن مبادئه لم تتغير وأنها بالتأكيد لن ترضى جميع التيارات؟ الدكتور ممدوح حمزة، الناشط السياسى، قال إن الهجوم على البرادعى من قبَل التيار الليبرالى له ما يبرره، فهو بسياساته الخاطئة قد يكون السبب فى ضياع مجهود الشعب المصرى فى ثورة يونيو بعد دعوته للتصالح مع الإخوان والإفراج عن مرسى. بنبرة لم تخل من هجوم على «البرادعى»، قال: «البرادعى هو رجل أمريكا الذى كُلف بتمكين الإخوان من الحكم طبقاً لخطة الشرق الأوسط الجديد، ولا حوار مع من يعمل بتعليمات وأوامر لتنفيذ مخطط الشرق والإسلام الجديدين»، متسائلاً: «إذا لم يكن ما يفعله البرادعى خيانة فما الخيانة؟» داعياً المسئولين عن «تمرد» للاستغفار من تمسكهم ب«البرادعى». على الجانب الآخر رفض الدكتور أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أى حديث عن أن البرادعى من الشخصيات المعتدلة فى مواقفها السياسية، فهو من داعمى الانقلاب على الشرعية: «اللى مايشوفش من الغربال يبقى أعمى». ف«البرادعى» بحسب «سليمان» ادعى دوماً أنه مع الثورة لكنه فى حقيقة الأمر رفض أن يعترف بإرادة الشعب المصرى فى أول اختبار حقيقى وهو الدستور، واعتبر نفسه وصياً على الشعب مثله فى ذلك مثل عبدالناصر والسادات وغيرهما: «هو منسق الانقلاب الأول، يعتبر الشعب غير مؤهل للديمقراطية طالما الدستور لم يأتِ بمن يريد فى الحكم». الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب «الوطن» رفض الهجوم الذى يتعرض له «البرادعى» وقال: «هو صاحب مبدأ واضح وهو رفض فض أى اعتصام بالقوة»، مضيفاً أن البرادعى يحاول التعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها «سياسية» يمكن حلها عن طريق التفاوض وليس العنف.