انتقد تجار، استنزاف النقد الأجنبى فى عمليات استيراد لسلع يمكن إنتاجها محلياً، وتلبية عادات استهلاكية مفرطة فى مجالات تعد إهداراً. ويقول أحمد العبد، رئيس شعبة الحلوى بالغرفة التجارية للقاهرة، إن مصر تستهلك 100 ألف طن كعك فى المتوسط خلال عيد الفطر بتكلفة تتجاوز مليار جنيه، لافتاً إلى أن الأسعار تتزايد عاماً تلو الآخر بمعدلات تتجاوز ال10%، وأضاف أن إنتاج الكعك يستهلك 25% من أسطوانات البوتاجاز من جملة 1.2 مليون أسطوانة يومياً. من جانبه، يقول أسامة جعفر، أحد كبار المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، إن مصر استوردت بما قيمته 600 مليون جنيه لعب أطفال خلال شهرين، وبالنسبة إلى فوانيس رمضان والياميش فقد تراجعت كميات استيرادها بسبب ارتفاعات سعر الدولار قبل نهاية يونيو الماضى وتحديد البنوك لقائمة السلع التى يتم استيرادها، فضلاً عن انخفاض فى القدرة الشرائية. ويؤكد يحيى زنانيرى، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن قيمة الملابس المهربة تبلغ أكثر 3 مليارات دولار عبر منافذ مختلفة، والمخصص منها للعيد حوالى 1.5 مليار دولار. ويقول أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، إن المشكلة الحقيقية بالنسبة للواردات هى عدم وجود بيانات واضحة لاحتياجات مصر منها وكذلك الإنتاج والمخزون من السلع والمنتجات المختلفة، وفى النهاية فإن نحو 60% من السلع المستوردة يمكن اعتبارها إهداراً للنقد الأجنبى، والبنوك لا تدرس طلبات فتح الاعتمادات المستندية قبل الموافقة عليها. ويؤكد أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات والأجهزة المنزلية بالغرفة التجارية للقاهرة، وجود بضائع عديدة فى الأسواق تم استيرادها من أدوات منزلية مكدسة فى المخازن، وفشل التجار فى تسويقها بسبب الركود، وهو ما أدى إلى نقص السيولة ووجود أموال معطلة فى الأسواق. وقال إن تقييد الاستيراد لعدم استنزاف العملة يجب أن يقابله زيادة فى الناتج المحلى، ودعا أشرف هلال إلى الاستغناء عن استيراد بعض نوعيات الأسماك ولعب الأطفال ومستحضرات التجميل وهى سلع لا تدخل ضمن دائرة اهتمامات المستهلك البسيط ويتم إنفاق مبالغ كبيرة جداً على استيرادها ويحقق القائمون على هذه التجارة أرباحاً خيالية تصل فى بعض الأحيان إلى 100% من السعر الأصلى.