فى يوم من أيام ربنا، كان يوم سعيد قوى بالنسبالى وضحكت كتير وانبسطت قوى، الضحك والابتسامة ما فارقونيش طول اليوم، وبالأخص لما رحت مهرجان الساقية للمونودراما اللى كان بيمثل فيه واحد صاحبى ورايح أتفرج عليه، وطبعا دى كانت مسابقة وكذا فرقة داخلة بمسرحية وفى الآخِر فى لجنة هتحكم وهيطلعوا الفايزين. بدأ العرض وكنت مبسوط وقاعد جنب حد عزيز علىَّ ولذيذ برده، وكنا مبسوطين وبنضحك ع القفشات اللى بتتقال فى المسرحيات وبنقشعر فى اللحظة المؤثرة، كنوع من التفاعل يعنى، مسرحيات تتفهم وتعجبنا وما تعجبناش وما تتفهمش وحلوة بس ناقصة حاجة، شفنا كتير وعدى علينا اللى بيعرف يمثل قوى واللى ما بيعرفش قوى، شفنا كتير، وما فضلش غير الضحك والانبساط هو اللى قعد معانا طول الوقت. لما كنت مستنى نتيجة مسرحية صاحبى، كل شوية يقولوا إنه لسة فى مسرحية، وأنا مستعجل على نار عايز أعرف النتيجة والمراكز، وفكرت أفكس وأقوم أمشى، بس كان فى حاجتين مخليينى عايز أقعد، أول حاجة إنى عايز أعرف النتيجة وتانى حاجة مش هقولكم عليها.. مش رخامة بس حابب أخليها لنفسى.. وجاءت اللحظة المرتقبة.. لأ مش النتيجة، لسة شوية.. لحظة الراجل فيها قال معادنا بعد 5 دقائق مع آخر مسرحية، مسرحية «سوكسيه» أيوه اسمها كده. أنا قلت يوه بقى كفاية عايز أعرف النتيجة، بس طبعا قعدت أتفرج أنا والحد العزيز علىَّ ده. بدأت المسرحية، واحد لابس فارس ومعاه سيف كبير وشكله غريب، دقن طويلة وشعر أطول، وكلامه مش مفهوم وحركته زايدة، وألدغ فى معظم الحروف ومش قادر أفسر ولا كلمة، بدأت أنا واللى جنبى نضحك ونتكلم ونتريق ونمسك نفسنا من الضحك وساعات يفلت، اللى مش غريب إن كان فى ناس حوالينا برده بيضحكوا وبيتريقوا. بدأنا نركز شوية عشان نحاول نفهم بيقول إيه أهو نكسر الملل لحد ما النتيجة تتقال ونضحكلنا شوية كمان، وأخيرا بدأت أركز بيقول إيه على آخر الجملة كده على ما أتذكر.. قال: نفسى أوصل لحلمى ومش عارف وكل ذنبى إنى ألدغ!! والناس سقفت جامد قوى واللى جنبى قال لى: شيت، حسيت بتأنيب الضمير زى ما أنا حاسه دلوقتى، ساعتها فعلا حسيت إنى قذر وما عنديش إحساس لما ركزت ولقيته بيحكى فى المسرحية قصته الحقيقية، وإنه عارف إنه ألدغ ونفسه يمثل وياخد دور مش صامت ويحقق حلمه اللى مش عارف يوصله عشان عاجز!! عشان ألدغ!! وأنا وكل اللى قاعدين بكل سذاجة بنتريق عليه وبنضحك.. بتضحك على إيه؟! على خيبتك ولا على عدم إحساسك ولا على عاجز ممكن تلاقى عجزه ده فى ابنك لما تخلف؟ ولا بتضحك على إنك سليم وما عندكش نص إرادة واحد عايز يحقق حلمه؟ سألت سؤال: هو ممكن يكون كان واقف على المسرح وسامع الناس فى أول صف بيضحكوا ويتريقوا عليه؟ طب إيه شعوره؟ وشايف نفسه وشايف الناس دى بأنهى نظرة؟ يمكن الكلام ده مش فارق مع بعضكم، يمكن كذا حد فيكم يشوف إنه ما بيعملش كده، بس كل واحد يفكر ألف مرة لما يشوف حد عاجز ويفكر ثانية قبل ما يضحك أو يتريق إنه ممكن يبقى فى مكانه، الواحد بيتعمى من كتر ما ربنا بيديله من نعمه، اللى ضحك على كلامى فى النص الأول من الحكاية، متهيألى هو ده اللى هيحس باللى أنا حسيته وأنا بضحك على محمود عاشور بطل القصة دى.