36 مدرسة جديدة و549 فصلاً بتكلفة 473 مليون جنيه تدخل الخدمة هذا العام ببني سويف (تفاصيل)    الفجر بالإسكندرية 5.16.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الثلاثاء 16 سبتمبر 2025    السكن البديل مجرد مسكنات …مستأجرو الإيجار القديم : مصيرنا مجهول ولا نثق فى وعود حكومة الانقلاب    لمواجهة العشوائيات.. محافظ البحيرة يعتمد 10 مخططات عمرانية جديدة    الكرملين: الناتو في حالة حرب فعلية مع روسيا    مع بدء أعمال قمّة الدوحة..الرئيس الإيرانى يطالب بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال والفصائل الفلسطينية تدعو إلى رد حاسم    بيرنلي ضد ليفربول.. الريدز ملوك الانتصارات في اللحظات القاتلة    بدء اجتماع تخطيط الأهلي لحسم ملف المدير الفني الأجنبي    الداخلية تضبط متهما بنشر فيديوهات مفبركة لخدش حياء سيدة    الطقس غدا.. تحسن نسبي بالأحوال الجوية ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 33 درجة    الاستماع لأقوال شهود عيان فى حادث مقتل سيدة بالوراق    مدبولي يوجه بتطبيق التأمين الصحى الشامل بالمنيا كأول محافظات المرحلة الثانية    الشيبي: مباراة الأهلي صعبة.. وتعبنا كثيرًا للوصول لهذا المستوى    أبرزها مواجهة الزمالك والإسماعيلي، مواعيد مباريات الجولة السابعة من الدوري المصري    وزير الرى يلتقي المدير التنفيذي لمصر بمجموعة البنك الدولي لاستعراض مجالات التعاون المشترك بين الوزارة والبنك    الاحتلال يكثف إجراءاته بالضفة.. مئات الحواجز والبوابات الحديدية    وزير الخارجية البولندي يوضح حقيقة الطائرات المسيّرة التي اخترقت أجواء بلاده    محافظ الغربية: مدارس المحافظة جاهزة في أبهى صورة لاستقبال العام الدراسي الجديد    مصدر أمني ينفي ادعاء شخص بتسبب مركز شرطة منيا القمح بالشرقية فى وفاة شقيقه    تعليق مفاجئ من آمال ماهر على غناء حسن شاكوش لأغنيتها في ايه بينك وبينها    الدكتور هشام عبد العزيز: الرجولة مسؤولية وشهامة ونفع عام وليست مجرد ذكورة    وزير المالية السعودي: سوق المال يتجاوز 2.4 تريليون ريال وإطلاق جوجل باي بالرياض    "التوازن النفسي في عالم متغير" ندوة بالمجلس القومي للمرأة    غموض موقف محمد شحاتة من المشاركة مع الزمالك أمام الإسماعيلى    هاكاثون حلوان 2025.. جيل رقمي يحمي الأمن السيبراني    نشر الوعي بالقانون الجديد وتعزيز بيئة آمنة.. أبرز أنشطة العمل بالمحافظات    قبل الشراء .. تعرف علي الفرق بين طرازات «آيفون 17» الجديدة    ترامب يهدد بإعلان «حالة طوارئ وطنية» في واشنطن لهذا السبب    موعد إعلان الفائز بمسابقة أفضل ممارسات الحفاظ على التراث العمراني 2025    إسماعيل يس.. من المونولوج إلى قمة السينما    قيمة المصروفات الدراسية لجميع المراحل التعليمية بالمدارس الحكومية والتجريبية    الأوقاف تعلن المقبولين للدراسة بمراكز إعداد محفظي القرآن الكريم    هيئة الدواء تحذر: التوقف المفاجئ عن بعض الأدوية يسبب مضاعفات خطيرة    «الرعاية الصحية»: منصة إلكترونية جديدة تربط المرضى بخبراء الطب بالخارج    مصر ترأس الخلوة الوزارية الرابعة لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة لتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي    البنك الأهلي المصري يتعاون مع «أجروفود» لتمويل و تدريب المزارعين    إزالة 95 حالة تعدٍ على الأراضى الزراعية بسوهاج خلال حملات موسعة.. صور    أول هدف وفوز وهزيمة.. 4 أمور حدثت لأول مرة فى الجولة السادسة بالدورى    منافسة شرسة بين مان سيتي ويونايتد على ضم نجم الإنتر    القضية الفلسطينية وحرب الإبادة على غزة تلقى بظلالها على حفل Emmy Awards    رضوى هاشم: اليوم المصرى للموسيقى يحتفى بإرث سيد درويش ب100 فعالية مختلفة    صوفيا فيرجارا تغيب عن تقديم حفل جوائز إيمي 2025.. ما السبب؟    محافظ الوادي الجديد: اعتماد 4 مدارس من ضمان جودة التعليم بالخارجة وباريس    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية    أوروبا تنتفض ضد الاحتلال تزامنا مع قمة الدوحة.. إسبانيا تمنع العلم الإسرائيلي وبريطانيا تقصي طلابه تعليميًا    «التضامن»: صرف «تكافل وكرامة» عن شهر سبتمبر بقيمة تزيد على 4 مليارات جنيه اليوم    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعبة للغاية    أيمن الشريعي: الأهلي واجهة كرة القدم المصرية والعربية.. والتعادل أمامه مكسب كبير    تعرف على مدة غياب "زيزو" وموقفه من مباراة القمة    وزير الصحة يترأس اجتماع «التأمين الشامل» لمناقشة التطبيق التدريجي بالمحافظات    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : هذا ما تعلمناه؟؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى إبراهيم البحراوى    ما حكم قتل القطط والكلاب الضالة؟ دار الإفتاء المصرية تجيب    فلكيًا بعد 157 يومًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 في مصر    استئناف محاكمة عنصر إخواني بتهمة التجمهر في عين شمس| اليوم    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    لقاء الخميسي في الجيم ونوال الزغبي جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الوطن» تشارك أهالى «ميت العامل» ليلة الرعب فى انتظار الموت ثأراً
الأطفال يصرخون طوال الليل «الناس جايين يقتلونا».. وسيدة تقبّل يد «مسلح» ليرحمها وأولادها
نشر في الوطن يوم 10 - 07 - 2012

بات أطفال قرية ميت العامل، فى مركز أجا بمحافظة الدقهلية، ليلتين من الرعب. إحدى الفتيات الصغيرات لم تنم ليلتها الأولى بعد الاعتداء على سيارة والدها، وملأت المنزل بصيحاتها، متوقعة أن تقتل، تقول «الناس جايين البيت هيقتلونى، الناس معاهم سلاح»، وظلت على هذه الحال، حتى قرر والدها نقلها لإحدى القرى المجاورة، فيما حمل مئات الشباب، من داخل القرية وخارجها، السلاح متجهين إلى منازل عائلتى عوف والأشقر، للثأر من قاتل عبودة السيد المرزوقى، سائق التوك توك، المنتمى لعائلة مرزوق، وأسفرت اعتداءاتهم عن إضرام النيران فى 10 منازل، مملوكة لعائلتى عوف والأشقر، وثلاثة مصابين بإصابات خطيرة.
وتعانى قرية ميت العامل، كغيرها الكثير من القرى الجانبية، من انتشار السلاح بيد المدنيين فى القرية، ما يسبب التراخى الأمنى الذى تعانى منه القرية.
هيثم عبدالعظيم، يشرح كيفية دخول الأسلحة إلى القرية قائلاً: «هناك مكان بجانب القرية اسمه (منشية الإخوان)، هذا المكان ينعدم فيه الأمن، ويدخل السلاح منه، ومن هناك، يشترى الناس السلاح الذى يدخل القرية»، موضحاً أن منشية الإخوان من أكثر الأماكن التى تحدث فيها سرقات بالإكراه: «من كام يوم لسه واخدين من واحد هناك 12 ألف جنيه، وقبلها بكام يوم أخدوا بهيمة من واحد، وقبلها أخدوا ماكينة رى».
يقول محمد الصباحى عوف: «البعض فى القرية لديهم علاقات مع بدو من المناطق الصحراوية يبيعون لهم السلاح، وكتير من أهالى القرية دلوقتى بيشيلوا سلاح بداعى وبدون داعى، ومحتاجين فلوس كتير علشان السلاح.. أنا ممكن أشترى 100 رشاش بفلوسى لكن إحنا ملناش فى المشاكل، هعمل إيه بالسلاح؟».
ويروى المهندس محمد عوف، نائب مجلس الشعب عن حزب «غد الثورة» وأحد المعتدى على ممتلكاتهم بالقرية، بداية المشكلة قائلاً: «قبل أسبوعين تم سرقة ماكينة رىّ زراعية بقيمة 10 آلاف جنيه، من عمى على أبوعوف، وقتها أبلغ معاطى الأشقر نسيب عمى عن شخص من عائلة مرزوق، بعدها تم عقد جلسة عرفية ودفعت عائلة مرزوق مبلغ عشرة آلاف جنيه».
المشكلة لم تنته عند الغرامة الودية التى دفعتها عائلة مرزوق، يقول نائب مجلس الشعب: «عائلة مرزوق سعت للانتقام من اتهامها بسرقة ماكينة الرىّ، وتغريمها عشرة آلاف جنيه، فقام أحد أفراد عائلة مرزوق بتجميع 18 بلطجيا فى سيارة وتوجهوا إلى منزل (معاطى) الذى وشى ودل على السارقين، وقاموا بتهشيم وتكسير محتويات المنزل، وقاموا بالاعتداء على والد معاطى المسن، وأشعلوا البيت بزجاجات المولوتوف».
«الشرطة متراخية بشدة»، هكذا وصف المهندس محمد عوف، عضو مجلس الشعب، موقف مسئولى الأمن حيث قام بتبليغهم أكثر من مرة عن حالات الاعتداء، والتى من الممكن أن تتطور فى ظل الإصرار لدى كل طرف بالمشكلة على الانتقام من الطرف الآخر.
فى مساء يوم الجمعة الماضى، حاول بعض أهالى القرية عقد جلسة صلح بين الأطراف، لكن صلحاً لم يتم، وأرجئ الصلح لوقت لاحق، ولكن وقع حادث قتل صباح اليوم التالى (السبت) حيث قام معاطى الأشقر الذى دلّ على سارقى الماكينة الزراعية، والذى تعرض بيته للتخريب، بقتل عبودة السيد مرزوق من عائلة المرازقة، ولم تمر ساعتان حتى جاء الرد الشديد من عائلة مرزوق للأخذ بالثأر لقتل قريبهم عبودة سائق التوك توك. ويقول أحد أبناء عائلة عوف -رفض ذكر اسمه «يوم الجمعة صباحاً تواترت الأخبار عن مقتل أحد أبناء عائلة مرزوق، وبعدها عندما وصل الخبر إلى المرازقة وصلنا الخبر أن عائلة مرزوق تحشد عدداً كبيراً من أبنائها للرد على حادث القتل، فجأة قام عشرات الشباب بالتعدى على منزل على أبوعوف الموجود خارج القرية على الطرف الثانى من الترعة المجاورة لقرية ميت العامل».
ويقول على أبوعوف (77 سنة)، صاحب أول وأكبر المنازل التى تعرضت للاعتداء: «بيتى كان من أغنى بيوت القرية، ومن أكثرها خيراً»، ويضيف «وجدنا شباباً مسلحين من البدو يدخلون علينا، وسرقوا 12 أردب برسيم، و12 أردب قمح، و10 أردبات ذرة، وأخدوا نصف الغنم (50 خروفا) وحرقوا البيت بشققه ال8، وسرقوا ذهب بناتى وزوجات أولادى، وأخدوا 14 ألفا من ابنتى».
الهجوم على منزل على أبوعوف كان مباغتاً، ولم يستطع أهل البيت إخلاءه قبل وصول المعتدين تحاشياً لشرهم، إحدى بنات على أبوعوف حاولت الهرب فمنعها أحد المعتدين من عائلة المرازقة، وصرخ بوجهها وسبها مهدداً إياها وأولادها بالقتل، فقامت بتقبيل قدميه مستعطفة إياه أن يأخذ ما شاء من المال والذهب، ليتركها وأطفالها الصغار.. باكية، تقول ابنة على أبوعوف «إن كل شقة كان بها أنبوبة غاز، وكل شقة كانوا بيفتحوا فيها الأنبوبة ويشعلوا النار بها»، وتضيف: «أول ما وصل البلطجية حبسونا فى البيت، وفتحوا علينا الغاز، علشان يولعوا فى الشقق واحنا فيها، قمت وطيت على جزمة واحد فيهم وقلت له أرجوك سيبنا علشان عيالنا، وقتها خرجنا وسرقوا هما اللى سرقوه، وولعوا فى الشقق فبقت زى ما انتم شايفين».
وفور انتهائهم من منزل على أبوعوف، والمنزل المجاور له، تحول جيش المرازقة إلى القرية مستهدفين بقية منازل عائلة عوف، وأولها منزل نائب مجلس الشعب محمد عوف، ولم تكن الدقائق المعدودات التى تفصل المرازقة عن منزل عضو مجلس الشعب كافية بحيث يتمكن من إخلاء المنزل، غير أنه قام فى صباح ذلك اليوم بإرسال صغاره، ووالدته إلى مكان أكثر أماناً خارج القرية. يقول أبوعوف: «فوجئت بعشرات من عائلة المرازقة، وناس من عائلات أخرى شاركوهم على سبيل المجاملة والمحاباة، قادمين إلى بيتى فأحكمت إغلاق بوابات المنزل الحديدية، وتواريت أنا وزوجتى وأربعة من إخوتى فى (حمام) المنزل، وقتها هاتفت مدير الأمن، وطلبت منه سرعة إرسال قوات الأمن، نجدة لى ولعائلتى ومنعاً لسقوط مزيد من الضحايا».
يقع «كتاب تحفيظ القرآن» بالقرية على مقربة من منزل عضو مجلس الشعب محمد عوف، لذا حاول القائمون على الكتّاب تهريب الأطفال إلى مكان آمن بين طلقات الرصاص، وسباب المحتشدين المسلحين بالأسلحة النارية أسفل منزل النائب البرلمانى. ولم يتمكن محمد عوف المحتجز هو وعائلته داخل منزله من الهرب من شباك المرحاض الذى اختبأ فيه بالبداية، وعندما أشعل المرازقة النيران فى المنزل لم يكن أمام محمد عوف إلا الخروج من الباب الجانبى للمنزل والجرى سريعاً إلى منزل ضابط الشرطة «الكابتن هشام»، فى حين لجأت زوجته إلى جيرانها المجاورين لمنزلها، بينما قفز إخوة النائب البرلمانى من فوق سطح المنزل إلى أسطح المنازل المجاورة حيث لاذوا كلهم بالفرار من موت محقق.
قصت زوجة محمد أحمد جويلى، الساكنة بالمنزل المجاور لمنزل محمد عوف، ما حدث قائلة: «بعد ما ولعوا فى بيت المهندس محمد، ولعوا فى عربية ابن عمه اللى موجودة قدام بيتنا، والنار فى البيت والعربية كانت شديدة، لدرجة إنها وصلت لبيتنا، ودخلت على العيال الصغيرة وهما نايمين فى الدور التانى، وشبطت فى لحاف منشور». ساعة من الرصاص وزجاجات المولوتوف، وعندما وصلت قوات أمنية متواضعة بصحبة سيارات الإطفاء منعها المعتدون من الوصول إلى المنازل التى نشب فيها الحريق.
وأمر راضى الشافعى، رئيس نيابة مركز أجا، بضبط وإحضار 13 من عائلة مرزوق، بعدما ألقت التعزيزات الأمنية التى وصلت القرية القبض على فرد من عائلة مرزوق كان قد شارك فى أعمال التخريب.
نائب مجلس الشعب المهندس محمد عوف، ينهى كلامه قائلاً: «كنت من أكثر الرافضين لقانون الطوارئ ومن أكثر المدافعين عن الحريات المدنية، إلا أن تفشى حالة الانفلات الأمنى، ومعايشتى وأفراد أسرتى لها، أكدا لى أن قانون الطوارئ يعتبر (لعب عيال) بالنسبة لهؤلاء، لا نريد تعدياً على الحريات، لكن لا بد من إصدار قانون صارم لردع من تسول له نفسه بترويع الآمنين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.